الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني حالة من التخيل مع الحركة، فكيف أقلع عن هذه العادة؟

السؤال

منذ أيام الطفولة وأنا أحب أن أسرح بتخيل أشياء أحبها، ولكني أحرك يدي بحركة اهتزازية أثناء ذلك وبسرعة، وبالطبع أفعل ذلك في الخلوة، وأنا ولله الحمد إنسانة متدينة، ناجحة في دراستي، أنا أحمل شهادة جامعية، وعملي كذلك، ولله الحمد، ولم أعان من شيء في طفولتي عدا السنوات الأخيرة الخمس أو الثماني، بدأت صحتي النفسية تتراجع، فأصبت بنوبات الذعر والهلع والوسواس القهري، ولكن جل هذا زال بتناول أدوية بسيطة من طبيب باطنية، وانشغالي عن هذه الأشياء بالدراسة أو العمل، ولم يبقَ إلا بقية باقية من وسواس قهري يشتد أحيانا إذا ما أرهقني ضغط نفسي ما، كما أنني بدأت أعاني الخمول ونقص الطاقة أحيانا، وما يهمني هو ما سبب حبي للتخيل بهذه الطريقة؟ وكيف أقلع عن هذه العادة؟

أنا باعتقادي أنها تخفف عني وبها نوع من الارتياح، ويخف معدل فعلي لهذا الشيء في الأيام التي أشغل فيها جل وقتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأن يسرح الإنسان بخياله خاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة واليافعة، هو أمر عادي جدا، ويعرف أن الإنسان في هذه المرحلة العمرية يختلط لديه الخيال بالواقع، وهذا التضارب بين الخيال والواقع قد ينتهي بالإنسان إلى حالة من القلق النفسي الذي يؤدي إلى المزيد من ما نسميه أحلام اليقظة، وهي نوع من الأفكار المتداخلة، والتي قد لا تكون واقعية في بعض الأحيان.

إذن التفسير للحالة التي تعانين منها واضحة هي أنها قد بدأت معك كنوع من خيال الطفولة الممتزج بالواقع، وبعد ذلك تطور الأمر وحدث القلق النفسي، وتولد شيء من الوساوس والهلع والمخاوف، وانتهى به الأمر الآن إلى الاسترسال في الخيال، وهذا دليل على وجود القلق وليس أكثر من ذلك، أرجو أن تتفهمي الموضوع بهذه الطريقة، والحالة بسيطة حتى وإن سببت لك نوعا من الإزعاج النفسي.

وهنالك أمر ضروري، وهو أن حركة اليدين هذه الحركة الاهتزازية التي كانت تأتيك في الخلوة، هي أيضا نوع من القلق الوسواسي والمراهقة أيضا.

عموما هذا كله انتهي الآن، وأرجو أن تكوني أكثر ثقة بنفسك، فالخيال هو ناتج من القلق النفسي.

الذي أرجو منك أولا: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، ويمكنك التعرف عليها بتصفح أحد مواقع الانترنت التي توضح ذلك.

ثانيا: خصصي وقتا، فقولي هذا الوقت أعطيه للتفكير الخيالي الشارد، لكن بعد ذلك لن أقحم نفسي بهذا التفكير أبدا، مجرد التفكير بمثل هذه الطريقة وجد أنه يفيد كثيرا من الناس.

ثالثا: حاولي أن تعبري عن ما بداخل نفسك، وتجنبي الاحتقانات النفسية والتفريغ النفسي، والذي لا يتأتى إلا من خلال التعبير عن الذات، هو من أفضل ما يقلل السرحان والاسترسال في الخيال والأحلام.

أخيرا: أعتقد أنك في حاجة للعلاج الدوائي خاصة أن القلق الذي لديك أدى إلى شعور بالخمول، وهذا الشعور بالخمول ربما يكون مؤشرا إلى الشعور بشيء من الكدر، ولذا أرى بأن تناول دواء مثل بروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين سوف يحسن من طاقتك النفسية والجسدية، ويزيل الوساوس القهرية، ويقلل عليك القلق بصورة واضحة، مما يجعل تركيزك أفضل، والتفكير الخيالي ينحسر.

جرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم تناوليها بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن الدواء.

ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية سوف يكون ذا فائدة بالنسبة لك.

كما أن إدارة الوقت بصورة جيدة، وعدم ترك مجال للفراغ وللخيال، هذا إن شاء الله سيساعدك على التركيز، والقضاء على الوساوس، ويحسن المزاج.

ولا شك أن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن تحسن من تركيز الناس، وتحاصر الخيال الشارد، وأحلام اليقظة.

ولمزيد من النصح والإرشاد يمكنك التواصل مع قسم الطب النفسي، ما دمت موجودة في دولة قطر، فالقسم إن شاء الله من الأقسام المتطورة جدا.

بارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان مصطفى

    انا لدي نفس الحالة وكنت اظن ان هذه الحالة لدي وحدي , وهي حالة جيدة تمكنني من تخيل الاشياء او بناء الافكار واثناء هذه الحالة ترهق جدا بسبب انك تقوم بالتفاعل بشدة مع التخيلات لدرجة عدم التنفس , عموما هذه الحالة اعتبرها مفيدة جدا , وهي معي منذ صغري وامارسها في الخلوة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً