الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام الرأس والبطن بلا سبب، إذن لماذا أشكو منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ حوالي خمسة شهور بدأت الآلام الرأس شديدة وتزداد عند خروجي في الشمس، وفي ساعات الصباح الأولى أتناول جميع أنواع المسكنات بلا فائدة، وبعد شهرين من معاناتي مع ألم الرأس بدأ ألم البطن الذي لم يجد له الأطباء سبباً، إذ أن جميع الفحوصات والتحاليل لم توضح شيئاً، ومن ثم بدأ ينتقل الألم إلى الصدر جهة القلب، ومن ثم إلى الركبتين، لم يوجد من الفحوصات أي سبب عضوي لتلك الآلام، تركت الدراسة إذ لم أستطع مواصلة دراستي، حيث نصحني الأطباء بالرجوع لبلدي، حيث كنت أدرس بالخارج.

الآن أنا عاطل بلا وظيفة ولا دراسة، أتمنى أجد عندكم حلاً لحالتي، لأنني أتمنى الشفاء -بإذن الله- كي أتمكن من مواصلة دراستي، أو أن أجد وظيفة تعينني على الحياة.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

صحيح أننا نحاول في هذا الموقع مساعدة من يكتب إلينا، ولكن لاشك أنه مهما حاولنا وتمنينا مساعدة الناس فهناك حدود لما يمكننا فعله، وليس هناك أمور خارقة للعادة، أقول هذا لأن في عرضك لقصتك الكثير من الأمور التي علينا البحث عنها، والتي لا بد فيها من الفحص الشخصي وجهاً لوجه، والقيام بفحص الحالة الجسمية والحالة النفسية، ويفيد أن نعرف أن غياب النتائج الإيجابية لبعض الفحوص، وكون هذه الفحوص سلبية لا يعني بالضرورة أن سبب الأعراض هي بالضرورة نفسية.

لكن إن ترجح عندنا أن سبب المعاناة التي وصفت من آلام ممتدة ومنتشرة من منطقة لأخرى -أقول إذا تأكدنا أو حتى لو شككنا- في كونه سبباً نفسياً فلا أقل من ترتيب موعد مع طبيب نفسي ليقوم بالفحوص الجسمية والنفسية، وليحدد وبشكل دقيق تشخيص الحالة، قبل أن ننتقل إلى العلاج.

نعم هناك بعض المشكلات أو الأمراض النفسية، والتي يمكن أن تفسر هذه الأعراض من الآلام التي حصلت عندك، وأحد هذه الأمراض الاكتئاب، والذي قد تكون أعراضه البدنية أوضح من الأعراض النفسية كالشعور بالحزن، وفقدان القدرة على الاستمتاع بما كان يحبه الإنسان، وضعف الشهية للطعام، وربما نقص الوزن، واضطرابات النوم، وغيرها من الأعراض، وكما تلاحظ لم نعرف من سؤالك على أي من هذه الأعراض النفسية وغيرها.

ليس غريباً في بيئتنا العربية أو الشرقية عموماً من التركيز على الأعراض البدنية، ونادراً ما تظهر الأعراض النفسية إلى السطح، إلا من خلال الفحص الدقيق للطبيب المتخصص.

أنصح بأخذ موعد مع الطبيب النفسي الأقرب لمكان سكنك، وأظن أن هذا الطبيب قد يطلب مراجعة نتائج بعض هذه الفحوص التي قمت بها وكانت سلبية، وسيقوم بفحص الحالة النفسية عندك، ومن ثم يعطيك التشخيص الدقيق، ولتبدأ المعالجة الفعالة، وأرجو أن تخبرنا عن تطور الأمور، وأخبار دراستك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً