الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عادت الحبوب على الوجه بعد أن زالت، فهل الشمس هي السبب؟

السؤال

ابنتي عمرها 9 سنوات، وتوجد على وجهها حبوب كثيرة، كان فيها من قبل حبوب ولكنها زالت؛ لأني عملت لها مسك خميرة بالليمون وبعدها زالت تماما، ورجعت هذه الحبوب عندما بدأت تذهب المدرسة.

هل للشمس دور في ذلك؟ لأنها لا تتحمل الشمس، فبشرتها حساسة جدا، وماذا أعمل لها؟

هل هناك أي كريمات تحميها من الشمس خلال فترة النهار من أجل المدرسة وحتى يرجع وجهها طبيعياً مثل الأول؟ أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو من الوصف والقصة أن الحالة هي التهاب جلد ضيائي أو عدم تحمل الشمس، وقد ناقشنا التهاب الجلد الضيائي وتأثير الشمس الحارق في استشارات سابقة نورد أدناه دمجا بينها بما يتوافق مع سؤالكم ومراعاة لخصوصية السائلين:

أولا يجب التأكد من أن ما تعانون منه هو التهاب جلد ضيائي، وليس مرضا ضيائيا أي مرضا جلديا يتفاقم بالتعرض للضياء، فإن كان الأمر التهاب جلد ضيائي بسيط كان الحل سهلا عن طريق الأمور التالية:

1- الامتناع عن التعرض للشمس.

2- استعمال الحجاب الساتر القماشي على الجلد عند الخروج للشمس.

3- استعمال الواقيات الضيائية.

وإن ما سبق يكفي لعدم حدوث التهاب جلد ضيائي.

أما إن كانت هناك أمراض تتأذى بالتعرض للضوء أو الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية فعندها تتراءى على الجلد بشكل مختلف، ومن أهمها الذئبة الحمامية القرصية أو الذئبة الحمامية الجهازية، أو جفاف الجلد المصطبغ، أو البورفيريا، أو التهاب الجلد الضيائي عديد الأشكال أو غيره من قائمة طويلة، ومن جهة أخرى يجب نفي تناول الأطعمة المثيرة للتحسس الضيائي مثل الكزبرة والبقدونس والخردل والليمون واللومي وغيرها الكثير من قائمة طويلة، وكذلك يجب نفي تناول الأدوية المثيرة للتحسس الضيائي مثل التتراسيكلين ومشتقاتها والغريسيوفولفين والميثوتريكسات والريتينويدس، وغيرها أيضا من قائمة طويلة.

وكذلك نفي تطبيق أي مادة على الجلد يمكن أن يكون لها تأثيرا محسسا للضياء، مثل: العطور، والأدوية، أو النباتات على اتساع مساحتها، فهناك التهاب الجلد بالعطور، وهناك التهاب الجلد بالنبات، وهناك التهاب الجلد التحسسي الضيائي، والتهاب الجلد بالضياء والتماس، إذن فليس كل التهاب جلد ضيائي هو بسبب ضياء منفرد.

ولذلك يجب القيام بزيارة طبيب أخصائي أمراض جلدية للفحص والمعاينة وأخذ الخزعة الجلدية من موضع المرض حال وجوده، وكذلك إجراء بعض التحاليل المخبرية مثل (ANA & Anti)، وقد ناقشنا التهاب الجلد الضيائي وتأثير الشمس الحارق في الاستشارة رقم: (18594)، وأما التصبغ بسبب الشمس، ومتى وكيف يعود؟ والتكيف مع الشمس، ففي الاستشارة رقم: (297829).

وأما الواقيات من الشمس أو الواقيات الضيائية فمنها مادة (بابا) وبعض الناس يتحسسون منها، ومادة أكسيد الزنك، والمواد عديدة، والأسماء التجارية أكثر، وتختلف من بلد لآخر مثل: مستحضرات أوول دي (لويس ويدمر) الواقية من الشمس، وهي من المستحضرات الراقية، ولكنها غالية الثمن، و (سن كير) لسيبا ميد ، من أبسطها وأكثرها توفرا، كما أنه من أرخصها، وهو فعال.
و (إكرين توتال).

وسبيكترابان لستيفل من الشركات العريقة في المستحضرات الجلدية ومتواجدة في الخليج من عقود.

ومجموعة نيوتروجينا الواقية من الشمس.

ومجموعة روك الواقية من الشمس مثل ميني سول 50.

ومجموعة بيوديرما الواقية من الشمس، وهي من الأدوية الحديثة، وغيرها كثير.

ويجب دهن واقيات الشمس قبل فترة 30-60 دقيقة من الخروج للشمس، وبعضها يُدهن مرتين، وبعضها تكفي دهنة بمرة واحدة منه، وبعضها يُغسل بالماء، وبعضها عازل للماء، ومنها ما هو بدون لون، ومنها ما يعطي لونا للبشرة، وكلما زاد (SPF) كلما ازدادت نسبة الوقاية، ويفضل أن يكون فوق 15 فاختاروا ما تشاءون مما يناسبكم حسب البلد الذي أنتم فيه.

ونود أن نضيف: بأن الحل الأمثل هو الوقاية قبل العلاج، والتشخيص اليقيني قبل التوقع، وننصح بزيارة الطبيب الأخصائي في الأمراض الجلدية وليس الطبيب العام.

أيضاً عدم استعمال الكورتيزون دون إشراف الطبيب حتى ولو كان مفيدا.

استعمال الواقي يجب أن يتم قبل الخروج بنصف ساعة إلى ساعة على الأقل ليبدأ تأثيره.

اجتناب التعرض في الفترة الحارقة بين منتصف النهار زائد وناقص ثلاث ساعات.

اجتناب التعرض غير المباشر للشمس ولو من خلال نافذة، والعلم بأن التعرض لضوء الشمس حتى ولو في اليوم الغائم يوصل كمية من الأشعة إلى الجلد قد تؤدي إلى إحداث التهاب جلد ضيائي.

ويلزم أن نبقى بعيدين عن الشمس العمر كله إن كانت الحساسية تلازمنا عند كل تعرض ما لم يعرف سبب التحسس ويتم تجنبه.

ولا ننصح باستعمال أي شيء على الوجه مثل الفواكه والخضراوات والعطور والنكهات: لأن الحساسية -كما ذكرنا- قد تكون بسبب مثيرات التحسس الضيائي وليس من الضياء وحده، وقد يكون الابتعاد عن تطبيق المواد المحسسة موضعيا هو الحل الأمثل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً