الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الرؤى المزعجة من الشيطان وكيف أتجنبها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباحكم خير.

حلمت بأنني تعرضت لحادث بالسيارة قرب المنزل الذي أسكن فيه، فصحوت مفجوعا، وعندي صداع!

هل هذا من الشيطان؟ لأنني أحس وأنا أقود السيارة بأنني سأعمل حادث! وما أفضل شيء يفعله الإنسان قبل النوم؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن هذا النوع من الأحلام المزعجة هو في الغالب ناتج من احتقانات نفسية، وأنشطة فكرية في أثناء النهار، تتعلق بنفس المحتوى الذي حدث لك في هذا الحلم، وكونه من الشيطان أو غير ذلك هذا الأمر لا أريد أن أخوض فيه، ولكن الذي يُعرف أن الأحلام من الشيطان والرؤيا من الرحمن.

أرجو أن تتجاهل تمامًا ما رأيته في هذا الحلم، حتى لا تحدث لك حالة وسواسية، والتعلق بالأفكار التي قد يشاهدها الإنسان في حلمه سارة أو ضارة كانت لا نشجع أبدًا على الأخذ بها.

كل الذي تقوم به هو أن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وأن تتفل على يسارك ثلاثًا، ويا حبذا لو توضأت وصليت ركعتين.

أنصحك أيضًا بأمور مهمة جدًّا، وهو تجنب تناول الطعام ليلاً في أوقات متأخرة، يجب أن تكون وجبة العشاء خفيفة وغير دسمة، لأن الأكل المتأخر ليلاً مع دسامة الطعام هي من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الأحلام.

يجب أيضًا أن تكون مسترخيًا قبل النوم، الاسترخاء يجب أن يكون استرخاءً جسديًا وذهنيًا، والاسترخاء الذهني يكون من خلال التأمل فيما هو إيجابي، والابتعاد عن مشاهدة التلفزيون قبل النوم، والاسترخاء بصفة عامة.

من الأشياء التي يجب أن يقوم بها الإنسان قبل النوم هي: قراءة أذكار النوم، ويجب أن تكون قراءتها بتمعن وتدبر ويقين تام بأنها نافعة - بإذن الله تعالى -.

إذن ما يمكن أن تقوم به قبل النوم هو الاسترخاء الذهني، وكذلك الاسترخاء الجسدي، وننصح أيضًا بأن لا تذهب إلى الفراش قبل أن تحس بالنوم، ويفضل دائمًا أن يثبت الإنسان وقت نومه.

بعض الناس تجده يتقلب في تخير أوقات النوم، يذهب يومًا إلى فراشه مثلاً في الساعة التاسعة مساءً، وفي يوم آخر يذهب للنوم في الساعة الواحدة أو الثانية صباحًا، هذا ليس بالأمر الصحيح، هذا يؤدي إلى اضطراب في دورة النوم، ولا يعتبر أمرًا صحيًا مطلقًا.

التركيز على ممارسة الرياضة سيكون أمرًا مفيدًا بالنسبة لك خاصة في مثل عمرك.

بالنسبة للشعور بالصداع حين تستيقظ مفجوعًا من النوم، هذا ناتج من انقباضات عضلية، وأن يحس الإنسان أنه مفجوع بعد النوم، هذا ناتج من قلق زائد، والقلق يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر أجزاء الجسم التي تتأثر وتحدث فيها هذه الانقباضات العضلية هي عضلة فروة الرأس، لذا قد يشعر الإنسان بالصداع.

هذه حالة بسيطة وعابرة - إن شاء الله تعالى -، وأنصحك باتباع الإرشادات التي ذكرتها لك ليتحسن نومك وتتخلص من هذه الأحلام المزعجة.

أكرر يجب أن تتجاهل تمامًا ما رأيته من أنه حدث لك حادث وأنت تقود السيارة، هذا - إن شاء الله - لا أساس له ولا تتعلق به أبدًا وتجاهله، ولا تحكيه للناس، فإن ذلك لن يضرك - بإذن الله -، وهذا ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه، قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ورؤى سعيدة وهانئة حقيقة وحُلمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا سارا

    جزاك الله خيرا ي شيخ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً