الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يضرب أصدقاءه وأقاربه من الأطفال.. فماذا أفعل معه؟

السؤال

لدى طفل عمره سنتان وخمسة أشهر، يضرب أصدقاءه وأقاربه من الأطفال، وعندما يكون بمفرده يكون هادئ الطباع، ولا يميل إلى الشغب، ويستمع إلى الكلام، وعند حضور الأطفال يضربهم، مع العلم أنه هو الوحيد وسألد بعد شهرين إن شاء الله، وأخاف على المولود من بطشه، مع أني لا أستعمل معه العنف أو الضرب في العقاب وهو صغير، وعندما كان عمره لم يتعد العام كان يضربنا عند ملاعبته، كان هذا أسلوبه في التعبير عن الفرحة، وزاد معه هذا الأمر كلما كبر كان عندما يجد أطفالاً آخرين ويفرح كان يعبر عن فرحته بضربهم، ولكن هو الآن يعلم أني أعنه على الضرب، وأشعر بسعادته عندما يضرب الآخرين.

أنا ألحقته بحضانة حتى يتعلم السلوك الصحيح في التعامل مع أصدقائه، ولكن وجدت أنه يضرب الأطفال أيضاً!

ماذا يمكنني أن أفعل معه؟ وكيف أستطيع التغلب على هذا الوضع؟ وكيف أتعامل معه بحكمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dr_hoda حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال.

لقد اكتشف طفلك الزر السحري في جذب انتباهك، وخاصة عندما يكون في منافسة على انتباهك أمام الأطفال الآخرين، فما عليه إلا أن يتصرف ببعض السلوك العنيف، وبذلك يحصل على ما يريد من انتباهك.

وربما نفس الشيء يحصل في الحضانة حيث يريد جذب انتباه المعلمة المشرفة على الحضانة.

إن الطفل يحتاج لانتباه الكبار من حوله، وخاصة الأم والأب، وبنفس درجة لحاجتنا للهواء والطعام والماء.

والطفل الذي لا يحصل على الانتباه الذي يريد أو يحتاج بالحسنى، فإنه يسعى للحصول على هذا الانتباه بطريقته الخاصة، وقد تعلم طفلك الصغير طريقة مضمونة لجذب هذا الانتباه عن طريق سلوك ضرب الأطفال الآخرين والاعتداء عليهم.

ولا يكفي مجرد نهي الطفل عن هذا السلوك، فهو قد يصعب عليه فهم لماذا عليه الامتناع عن هذا السلوك طالما يأتي له ليس فقط بانتباه أمه والمعلمة، وإنما حتى انتباه كل الأطفال الذين من حوله، وكأنه عريف الحفل، والممثل الوحيد على خشبة المسرح.

المطلوب أن نعلم هذا الطفل أن هناك طرقا أسلم لجذب انتباه أمه وغيرها، وهو عندما يتصرف بالطريقة الحسنة المقبولة، وليس عن طريق الضرب، وهذا يتطلب من الأم أن "تقبض عليه" وهو يحسن السلوك، وعندما لا يكون يضرب الأطفال، فهنا لتغرقه أمه بالانتباه والرعاية والاهتمام، بينما عندما يسيئ السلوك، كأن يحاول مثلا ضرب الأطفال أن تمنعه أمه عن هذا بسرعة، ومن ثم تصرف انتباهها عنه، ليتعلم أن هذا السلوك لا يأتي له بأي انتباه أو رعاية.

هناك قاعدة بسيطة في علم النفس ومهارات التربية، أن السلوك الذي نعطيه الانتباه والاهتمام، يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله يختفي ويذهب مع الوقت، والآباء والأمهات، ومن حيث لا يقصدون يفعلون عكس المطلوب، فنجدهم يعطون كل اهتمامهم وانتباههم لطفلهم عندما يسيئ السلوك، بينما يتجاهلون أو لا يلاحظون السلوك الحسن، وكما قال أحدهم "عندما أحسن السلوك، لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ السلوك، لا أحد ينسى".

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر نورة

    حتي انا اعاني نفس المشكلة مع ابني

  • اليمن ام عبد الله

    وانا كمان عندي نفس المشكله مع ابني

  • اليمن أحلام

    لا اعتقد ان سبب المشكلة هو الرغبة على الحصول على الانتباه ابني لديه نفس المشكلة رغم انه يحظى بالانتباه والحب .

  • الجزائر ام شهد وسمر

    عندي نفس المشكلة مع ابنتي ذات الست سنوات . المعلمة تشتكي منها دائما في القسم .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً