الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من بقع سمراء تصاحبها نتؤات .... ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

بداية أحب أن أشكركم جزيل الشكر على روعة هذا الموقع، وأتمنى لكم مزيدا من التقدم.

أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، طولي 166 سم، ووزني ما يقارب 77 كجم، لوني حنطي، ولكن ما أعانيه منذ زمن بعيد أن هناك ظهور حبوب، لونها أسمر، بالذات في المنطقة الخلفية، يصاحبها نتوءات بارزة على سطح الجلد، ولكنها تختفي بعد أيام معدودة، مع وجود بقع سمراء غامقة نتيجة لزوال هذه البقع.

كما توجد هذه البقع أيضا تحت الإبطين، بالإضافة إلى أنني أعاني من سمرة شديدة تحت الإبطين، وبين الأفخاذ، ولا أدري حقيقة ما السبب؟! لأنني قد استشرت عدة أطباء, وكلهم يكتفون بإعطائي بعض المراهم و الكريمات، والمضادات الحيوية، وما يثير قلقي أن هذه الحبوب تظهر كل 3 إلى 6 أشهر، وفي مرات أخرى تظهر لي حبوب في منطقة الشارب, أو بين الحاجبين، يصاحبه انتفاخ.

توقعي أن المشكلة داخلية، قد تتعلق بمشاكل معينة في الدم، أو الهرمونات, أو الغدد، وأزيدكم علما بأنني إنسان نظيف جدا، وكل أدواتي وملابسي الشخصية لا يلمسها أحد غيري، وأنا أستحم في فصل الشتاء, أو الصيف بما لا يقل عن مرتين يوميا، بليفة خاصة بي، وصابون طبي، خاص بي كذلك.

إذا تكرمتم: أريد أن تدلوني على أطباء واستشاريين أكفاء بالفعل في (أبو ظبي)، وأريد أن أتأكد منكم هل توجد هناك حبوب تؤخذ بالفم، تقوم بتبييض البشرة تدريجيا أم لا؟

شاكرا لكم إفضالكم, جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صخر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

وزنك مرتفع قليلا، حيث إن (BMI) مؤشر كتلة الجسم عندك 27.94, بينما ينبغي أن يكون بين (20-25)، وارتفاع الوزن قد يصاحبه اضطرابات هرمونية تؤدي لظهور ما نسميه بالزوائد الجلدية، والتي تستمر ولا تزول بعد أيام، وهي غير ما تشتكي منه.

الحبوب والنتوءات في المؤخرة قد تكون نوعا من التهابات الأجربة, أو جذور الأشعار، والذي يساعد عليها الجلوس المديد, والقابلية الفردية لذلك، وأكل السكريات بكثرة, أو وجود السكري, أو البدانة، أو استعمال الألبسة الداخلية غير القطنية, والتي تزيد من التعرق, أو بسبب العمل في بيئة فيها زيوت كثيرة, مثل: الميكانيكي.

هناك أنواع من حب الشباب، تظهر إلى سن متأخر, وتصيب هذه المواضع، وعلاجها بالروأكيوتين, أو المضادات الحيوية, والرأي في ذلك للطبيب الفاحص المعاين المعالج.

من الطبيعي أن يظهر بعد كل التهاب تغيرات في اللون, تكون غامقة عند أصحاب البشرة السمراء، أو الأكثر اسمرارا ولو كانت فاتحة، وهذه التصبغات ليست دائمة, ولكن يمكن للكريمات المبيضة أن تحسنها.

ومن هذه الكريمات, والذي يصلح لهذه المنطقة:
(بيوديرما وايت أوبجيكتيف، فيدينغ لوشن لشركة غلايتون، ديبيغمنتين، أتاشي كريم، ديرما لايت، اكلين لايتينكس لشركة فارماكلينيكس).

أما الاسمرار أو الاسوداد في الإبطين فنحيلكم إلى الاستشارة (267339)، وأما الاسمرار بين الأفخاذ فقد ناقشناه في التفصيل في استشارة محجوبة لسائلة, لذلك نورد نسخة منها حفاظا على خصوصية السائلة:

(فقبل البدء بذكر المعالجة أود أن أقول: إن العلاج السببي هو الحل الأمثل في كثير من الأمراض, إن لم يكن في كلها، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج.

إن التصبغات التي تذكرينها يجب البحث عن أسبابها, وتجنبها، سواء أكانت احتكاكا, أو التهابا, أو إنتانا، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، إن كان جرثوميا فمضاد حيوي، وإن كان فطريا فبمضاد الفطريات.

لا ننسى الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على الأنسولين، والذي قد يسبب حكة موضعية, أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالبا ما تكون في المنطقة العجانية - المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية - وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواء من الالتهاب, أو من الحكة.

تعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس, ولكن التصبغ يكون موضعا على الثنيات والطويات, ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيئ وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصا في كل موضع يتم فيه احتكاك، سواء أكان بدينا أم لا.

بعض الأدوية مثل: (المينوسايكلين), ومشتقات (التتراسيكلين) قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضعي، وأريد التأكيد من أن ما تشتكين منه من اندفاعات جلدية حاكة، يضيف عاملين من عوامل التصبغ, وهما: الالتهاب, والحكة.

كما أن الحكة والالتهاب قد يؤديان إلى التبدلات الشبيهة بالشيخوخة الموصوفة في السؤال، فالالتهاب في هذه المواضع غالبا ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية, ووصل إلى الفخذين، ولكن لو كان محددا في الثنيات, ورطبا, فهو التهاب بالخمائر، خاصة الكانديدا، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ.

وهناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية, أو اضطرابات الغدد الصماء, والسكري, أو أورام داخلية، مثل: أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز.

إن فحصا سريعا عند طبيب أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات مثل الأمراض الفطرية, أو الخمائرية, أو الجرثومية, أو أكزيما تماس, أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غدية مسببة لهذه التصبغات.

ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية، وذلك للفحص والمعاينة, ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، والتي هي الأرجح في حالتك، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف, والقشور في الموضع المصاب، ورؤية العناصر الفطرية فيها.

أما للعلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل: كريم لوكاكورتين أو البيفاريل أو الداكتارين كريم مرتين يوميا لأي منها، ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماما، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجا للفطريات, وليس للتصبغات التي تلي الفطريات.

يجب استعمال مضادات الحكة, مثل: الزيرتيك أو الكلاريتين أو التلفاست حبة واحدة يوميا عند اللزوم، وذلك لتخفيف الحكة؛ لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.

أما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون, مثل: الأتاشي, أو ديبيغمنتين، وحديثا الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أيا منها يدهن مرة يوميا إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.

ختاما: يجب الوصول إلى التشخيص, وعلاج الأسباب من أي تخريش, والتهاب, أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه, أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية، لأنه سيوفر عليك الخوض في هذه الدوامة).

أما الحبوب في منطقة الشارب والحاجبين فهي تؤيد أن الحبوب المذكورة أعلاه هي من التهاب الأجربة الشعرية، وتحتاج المضادات الحيوية الفموية أو الموضعية حسب رأي الطبيب المعالج الفاحص, والمقيم لشدتها وتوضعها, والضرورة لذلك.

توقعاتك بوجود سبب هرموني ممكنة، حيث إننا ذكرنا أعلاه أن هناك أنواعا من حب الشباب تأخذ أشكالا سريرية أقل شيوعا من غيرها، تؤدي إلى استمرار ظهور حب الشباب, وظهوره في مواضع غير نموذجية، ولكن مع ذلك فإن إجراء التحاليل الروتينية, واستعمال المضادات الحيوية, أو الروأكيوتين (إيزوترتينوين) حسب تقدير الطبيب المعالج كفيل بعلاج هذه البثرات بشكل مريح ومرضٍ (من الرضا وليس من المرض).

النظافة المذكورة في السؤال هي أمر ممتاز، ولولا ذلك لربما كانت الأمور أسوأ, والمعاناة أشد، والمرض أكثر عنادا واستمرارا.

أما الحبوب المبيضة عن طريق الفم فلا ننصح بها؛ لأنها تهضم وتفقد قيمتها الطبية، بل يمكن لمستحضرات الغلوتاثيون كما في الاستشارة (433679) أن تفيد حقنا أو على شكل كريم، ولكن يجب الانتباه فهناك الأصلي, وهناك التقليد.

أما عن الأطباء في أبو ظبي فلا علم لنا بأسماء الأخصائيين الثقات هناك؛ لأننا لسنا مقيمين في أبو ظبي، ولربما لو سألت عن الدوحة لكانت إجابتنا أوفر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً