الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يفتح قلبه لي ولا يحكي لي همومه، فكيف يمكن أن يتغير؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي الدكتور أشكرك على إجابتك وأحترم رأيك جدا، ولكن أظن أن هناك أشياء لم أوضحها جيدا.

نحن نعانى من سوء التفاهم من بداية زواجنا، وهذا بسبب عدم وضوح زوجي وكتم مشاعره بداخله، هذا ليس بسبب فضولى، فنحن نتكلم في المواضيع العامة يوميا ليس عنده مشكلة في هذا الجانب، لكن المشكلة أنه لا يتكلم فيما يخصه، لا يحكى لي همومه ومشكلاته أو أحلامه وطموحاته، لا أعرف متى يكون مهموما ومتى يحتاج مساندتي، وإذا سألته: هل عندك مشكله في الشغل أو غير ذلك ؟يقول (لاـ طبعا) وهذا غير حقيقي، هل ممكن أن يمر على الإنسان 3 سنوات دون أدنى مشكلة أو هم أو صعوبة في أي شيء؟

طالما شعرت بالوحدة، أنا كنت أحلم بالزوج الصديق، وأصبحت لا أستطيع أن أحكي له همومي لأني أردت أن أتقبل الحياة بهذا الشكل كل واحد منا لا دخل له مما يشعر به الأخر، مما أثر في نفسيتي كثيراً، وأشعرني بالوحدة والحزن فأنا أحبه جداً.

ومع استمرار المشاكل تكلمنا وبحثنا سببها معا، وأخيرا قال إنه لم يتعود على الكلام على خصوصياته مع أي أحد، ويقول إنه تربى على ذلك، ولم يشرك أحداً مهما كان في مشاكله يوما، وهذا يزيد عليه الهم، ولكن لا يستطيع تغيير نفسه فهو يجد صعوبة كبيرة في البوح بما يشعر فهو يصارع نفسه.

فما العمل؟ هل فعلا ممكن أن يتغير؟ وما السبيل إلى ذلك؟ بالنسبة لى أهم شيء في الحياة الزوجية هو الاستقرار النفسي والصداقة والارتباط؛ لأن هذا ما سيجعلنا نواجه تحديات الحياة ومشاكلها معا، ونتحمل أي شيء معا.

جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك هذا التوضيح، ونقول لك أنه من الواضح أن زوجك الكريم لديه منهجية معينة في التواصل، وأنت لديك منهج مخالف، وكما وصفت وذكرت أنه يحب لا أقول الكتمان لكنه يتجنب الحوار في خصوصياته، وهذا نشاهده لدى بعض الناس.

بالطبع الزوجان أحد الوسائل الجيدة للتقارب فيما بينهما هي طرح الحوارات وتفهم بعضهما البعض.

أنا حقيقة أنصحك بأمر مهم جدًّا، وهو أن لا تلحي على زوجك في أن يكون منفتحًا، وأن يفصح عما بداخله؛ لأن الإصرار عليه في أن يغير منهجيته ربما تكون لها تبعات سلبية عليه وعليك.

الذي يحدث في مثل هذه المواقف هو أن تتفهمي طبيعة زوجك، وأن تحاولي أن تتواءمي معها، وأن تعطيه دائمًا حسن التأويل وحسن التفسير. هو صامت ليس لأنه متخذًا موقفًا معينًا حيالك، إنما هي طبيعته وفطرته، فهناك من هو كتوم، من هو متحوط حتى مع من يحب ومع من لا يريد أن يكتم عنه سرًّا، وأنا أرى أن الأمور يمكن أن تتغير تدريجيًا، سوف يحصل نوع من التقارب بأن يتحسن هو جزئيًا في أن يكون مُقدمًا على الحوار بصورة أفضل، وأنت في ذات الوقت تتواءمي مع وضعه وتقبلي جزءاً من صمته. أعتقد أن هذا سوف يقارب فيما بينكما، وفي نفس الوقت سوف يساعده في المزيد من الحوار والمزيد من الانفتاح.

كما أنه من المهم جدًّا تحين الفرص لفتح الحوارات والنقاشات، فدائمًا هنالك نفحات ولحظات طيبة في حياة الناس يمكن من خلالها أن تتبدل الأمور، والإنسان لا نطالبه بأن يغير طبيعته وسجيته وسماته، هذا ليس بالسهولة، ولكن قد يحصل نوع من المواءمة، هذا ممكن جدًّا، وأعتقد مع الزمن زوجك سوف يتغير، وإن شاء الله تعالى حين تكون الذرية قد كبرت يضطر هو لأن يتواصل مع الأطفال، هذا سوف يحسن من مقدراته الحوارية وإقدامه على أن يكون منفتحًا بصورة أفضل.

هذا هو الذي أراه، فلا تنزعجي أبدًا للموضوع، وقومي بواجباتك نحوه بقدر المستطاع، وانظري إلى ما هو إيجابي فيه، وهذا إن شاء الله يساعد على الاستقرار النفسي بدرجة كبيرة، وفي نفس الوقت حاولي أنت أن تديري وقتك بصورة جيدة، انخرطي في أنشطة أخرى، وهذا لا أقصد أبدًا أن تصرفي انتباهك عن زوجك، لكن للتخلص والتغلب على الفراغ.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية جوجو

    كلامك ذكرني بحالتي معا زوجي بس الك صبر ولا تفعلين سيظل هكذا مدة حياته بس المهم تكوني انتي انسانه متميزه من جهة سكوتك ونظراتك ولبسك واهتمامك بالإأولاد والباقي عل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً