الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصدقائي يضربونني والناس تهزأ بي بسبب بخل أهلي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من أن أهلي معهم مال، ومع ذلك يبخلون علي، فأضطر لسرقتهم! أنا تحطمت لا أستطيع أن أتسول.

أهلي معهم مال ويبخلون علي! حياتي فارغة، أنا أكره أهلي، فهم سبب كل بلاء حياتي، لأنه ما في بلية من بلاء الدنيا إلا نزلت علي بسببهم، فأصدقائي يضربوني، والناس تهزأ بي.

ما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن أهلك لا يبخلون عليك، وربما لهم ملاحظات على إنفاقك على نفسك، والاعتدال منك ومنهم مطلوب.

مرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.

أرجو أن تعلم أن تقصيرهم في الإنفاق عليك لا يبيح لك السرقة من أموالهم، لأن الخطأ لا يعالج بالخطأ، فاطلب حاجتك منهم واصدق معهم وصارحهم، واطلب مساعدة العقلاء منهم، واعرف قيمة الأموال التي تحت يدك، ولست أدري هل هذا البخل عليك وحدك أم على سائر من في المنزل؟ وهل يوفرون لك الحد الأدنى المقبول؟ وماذا كان ردهم عليك؟ وهل لهذا التقصير أسباب واضحة؟ وهل وهل...؟

أسئلة كثيرة أحببنا أن تطرحها على نفسك، لأن فيها جوانب كثيرة، وسوف تفتح لك آفاقاً، وسوف تكون النظرة شاملة.

لا يخفى على أمثالك أن الناس لا يملكون أن يضروا إنساناً، ولا أن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله وقدره، فارفع حاجتك إلى الله، أصلح ما بينك وبين الله، وحاول معرفة أسباب ما يحصل معك ولك، فإن معرفة السبب يساعدنا جميعاً بحول الله وقوته في إصلاح الخلل والعطب.

رغم أنه لم يتضح لنا لماذا يضحك عليك الناس ويسخرون منك إلا أننا ندعوك إلى عدم الاهتمام بإرضاء الناس، ونذكرك أن معظم الناس عندهم مشاكل، وكل الناس فيهم نقص ولكنهم يخفون ما عندهم، والعاقل يسعى في إرضاء الله فإذا رضي عنه العظيم أرضى عنه الناس، وألقى له القبول في الأرض، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً).

من هنا فنحن ندعوك إلى مراجعة العلاقة مع الله، ثم الاقتراب من والديك وزيادة البر لهم، ونحن في انتظار مزيد من التوضيح حول نوعية المشاكل التي وقعت فيها، وكيف كان أهلك سبباً فيها، حتى نستطيع أن نحاورك ونساعدك في الوصول إلى الحلول المناسبة.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالبر فإن العاقبة للصابرين.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات