الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السرحان والانفعال الشديد... هل هما مرضان وما أسبابهما وطرق علاجهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني بشكل أساسي من السرحان الشديد الذي يجعلني لا أعي ما أسمع أو ما أقول، في بعض الأحيان إذا كنت أقرأ، أو أكرر شيئا مع قلة التركيز مع أني كنت في الماضي والحمد الله شديدة التركيز، وسريعة الحفظ، فقد أحفظ الشيء من مرة أو مرتين.

وأشد ما أعاني الانفعال الشديد، إذا شاهدت شيئا فأقوم أمثله أو أزيد عليه أو أتكلم بحوار بيني وبين نفسي كأني أكلم أحدا، أو أضحك لأني تخيلت موقفا مضحكا، وأفتعل القصص، وأتفاعل معها فلو دخل عليّ أحدهم ظنّ أني مجنونة تعودت البقاء وحدي، فأقوم حالتي لا أندمج مع من حولي بسهولة.

أمي الوحيدة التي أحكي لها كل ما يجول في خاطري لأن اهتماماتي ليست كباقي زميلاتي، فأنا لا أشاهد التمثيليات أو غيرها من اهتمامات البنات، أنا أهتم بالوثائقيات والأخبار والسياسة، وأهلي يشجعوني، وأعتبر في العائلة المثقفة، والشاطرة، ولا ينادونني إلا (يا دكتورة) في الآونة الأخيرة حاولت أن أغير من حالي تحسنت لكن بقي هذا السرحان والانفعال الشديد يؤرقني؛ لأنه يضيع لي وقتي، ويهدر طاقتي، وأشعر أني مع الناس، ولست معهم، وأصبحت أصابع قدمي تتحرك لا إراديا فما الحل؟ وهل هو مرض نفسي أم ماذا؟

طمئنوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غروب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا نستطيع أبدًا أن نقول أنك تعانين من مرض نفسي، إنما هي ظاهرة نفسية بسيطة، فافتقاد التركيز وتشتت الأفكار وتداخلها، وسرعة الإثارة، والانفعالات تنتج من القلق النفسي، والقلق النفسي قد يكون ليس له أي مسببات، لكن القلق الانفعالي دائمًا يكون ناتجًا في كثير من الحالات من الميول إلى الكتمان، فبعض الناس لا يعبرون عن أنفسهم، لا يلجؤون إلى التفريغ النفسي -وهو مطلوب كثيرًا- وأنت الحمد لله تعالى إنسانة مقتدرة، ولديك الكثير من المقدرات والمواهب، ففي مثل حالتك التفريغ عن النفس سوف يكون أمرًا جيدًا، وذلك من خلال أن تعبري عما يجيش بداخلك وخاطرك في حدود الذوق، لا تتركي الأمور البسيطة تتراكم لأن تراكمها قطعًا سوف يؤدي إلى خلل انفعالي.

ثانيًا: أنصحك بأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه تمارين مفيدة وذات فعالية كبيرة جدًّا، ولتعلمها وإدراكها يمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

ثالثًا: اجتهدي في دراستك، وزعي وقتك بصورة سليمة، ويجب أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، لأن الراحة هي أحد الوسائل التي تحسن التركيز.

رابعًا: تناولي كوبا من القهوة يوميًا في الصباح أيضًا فهة ذو عائد كبير -إن شاء الله تعالى- على تحسين التركيز لديك.

خامسًا: ممارسة التمارين الرياضية في داخل المنزل أعتقد أنها سوف تكون ذات عائد إيجابي عليك.

سادسًا: تلاوة القرآن الكريم بتدبر وبتمعن تحسّن كثيرًا من التركيز والمقدرة على الاستيعاب.

سابعًا: أنا أعتقد أنك سوف تستفيدين كثيرًا إذا تناولت أحد الأدوية البسيطة التي تزيل التوتر والقلق. الدواء يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين). الجرعة المطلوبة هي حبة واحدة من فئة خمسين مليجرامًا، وهذه أقل جرعة، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناولها.

هذا الدواء من الأدوية البسيطة والسليمة، وغير الإدمانية وغير التعودية، ولا يؤدي أبدًا إلى أي اضطراب أو زيادة في الهرمونات النسائية، والجرعة القصوى هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكن أنت في حاجة فقط إلى خمسين مليجرام، وهي الجرعة الدونية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأؤكد لك وأطمئنك تمامًا أنك لست مريضة نفسية، هذه مجرد ظاهرة قلقية وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرناه لك من توجيهات سوف تصبحين في أحسن حال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا جوج

    وانا والله اني اعاني من السرحان من طفولتي الى الان ولا اعرف سببه حتى اذا تكلمو معي الناس يسرح بالي بشي ثاني الله يعين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً