الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور بخوف شديد أثناء الوحدة خاصة أثناء الظلام واكتئاب... فما سببه وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: جزى الله خيرا كل القائمين علي هذا العمل, وجعله في ميزان حسناتهم.

ثانيا: أنا فتاة في عمر الخامسة عشرة, طالبة بالصف الأول الثانوي, أشعر بالخوف الشديد إذا كنت وحدي في مكان ما, وخاصة إذا كان مظلما, أشعر بأن هناك شيئا يراقبني ويريد إيذائي, أخاف أن أتقلب في نومي خشية أن يأتي من يؤذيني، وأنا لا أراه في معظم الأوقات، أشعر بعدم القابلية لأي شيء, ولكني لا أظهر ذلك لأي شخص كان, أحيانا لا أريد الخروج إلى أي مكان, ولا حتى مقابلة أي شخص في البيت, أتوتر سريعا ومن أي شيء كان, بدأت أشعر بالاكتئاب لمدة طويلة ومتواصلة, أحيانا أود أن أبكي ولكني لا أستطيع; حتى لا يرأني أحد, وأشعر دائما بضيق في صدري, ولكني لا أعرف ما السبب؟!

لم تعد لدي قابلية للمذاكرة أو القراءة أو أي شيء، أقضي معظم وقتي لا أفعل أي شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه الحالة التي تعانين منها هي حالة بسيطة مما نسميه بقلق المخاوف، فأنت تقلقين وتخافين في ظروف وأماكن وأوضاع قد لا يقلق ولا يخاف فيها معظم الناس.

تعرفين أن درجة المخاوف متفاوتة عند الناس، فهنالك من لديه بعض الهشاشة النفسية تجده يخاف من أبسط الأشياء، وهنالك من لا يخاف في مثل هذه المواضع، وهنالك أيضًا من يمتلك الجرأة الشديدة التي تجعله يواجه مواقف أصعب من ذلك كثيرًا.

هذه الحالات قد تكون طبيعية جدًّا في مرحلة عمرية ما، وربما يكون هذا الخوف مكتسبا لديك، فقد تكونين مررت بظرف معين في أيام طفولتك المبكرة وكنت عرضة في ذاك الوقت لنوع من التخويف، كثيرًا ما يخوّف الأطفال ويتعرضون للهرع والرعب من قِبل الوالدين أو الأقرباء أو الأصدقاء، وهذا يظل يلازمهم في بعض الأحيان بعد أن يتقدم بهم السن.

عمومًا أقول لك أن هذه المخاوف معروفة، وتعالج حقيقة بمواجهتها. أولاً تواجه من خلال تحقير فكرة الخوف، قولي لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا لستُ أضعف الناس، والظلام وغير الظلام فأنا في كل هذه الأماكن تحت رعاية الله وفي حفظه) وعليك دائمًا أن تحصني نفسك، هذا إن شاء الله يكون سببًا في إعطائك القوة والمناعة ضد هذه المخاوف.

اقصدي في البيت أن تدخلي الغرفة وهي مظلمة، انتظري قليلاً حتى ولو شعرت بالخوف لا تنسحبي، كرري هذا التمرين يوميًا وسوف تشعرين بعد أسبوعين أن الخوف قد انقطع عنك تمامًا.

الهدف من هذه التمارين هي المواجهة، لأن التجنب يزيد من مخاوف الإنسان، أما المواجهة فهي أفضل وسيلة لعلاج المخاوف.

ثانيًا: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء أريدك أن تتدربي عليها، وهذا يتطلب منك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية إجراء هذه التماين.

ثالثًا: عليك أيضًا أن تصرفي انتباهك من هذه المخاوف وذلك من خلال الاطلاع، القراءة، الاستفادة من الوقت بصورة صحيحة، اقرئي عن الأبطال والعظماء في تاريخنا الإسلامي، وسوف تجدين أن مخاوفك هذه ليس هنالك ما يبررها.

رابعًا: أنصحك أن تجلسي في المدرسة في الفصل في الصف الأول، هذا مهم جدًّا، وحين تسلمين على زميلاتك وصديقاتك انظري إليهنَّ في وجوههنَّ، وكوني أنت المبادرة بالسلام، شاركي في الأنشطة المنزلية، هذ كله يحسن من دافعيتك، ويقلل هذا الخوف والرهبة.

خامسًا: بالنسبة للاكتئاب فأنا لا أعتقد أن لديك اكتئابا حقيقيا، هذا مجرد عدم قدرة على التكيف ناتج من القلق والخوف، وإن شاء الله تعالى بتطبيقك لما ذكرناه لك سوف تجدين أن الأمور قد تحسنت كثيرًا.

اعرفي أن التعليم هو قيمة وقيمة عظيمة جدًّا، ومن يفوته العلم فسوف يفوته الكثير، رتبي وقتك، خصصي وقتا لراحتك، ووقتا للترويح عن النفس، ووقتا للقراءة، ووقتا للجلوس مع الأسرة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، تنظيم الوقت سوف يكون أمرًا جيدًا ومفيدًا.

سادسًا: إذا ظلت معك هذه المخاوف ولازالت رغبتك قليلة في الدراسة، فهنا يفضل أن تقابلي طبيبا نفسيا، وسوف يوجه لك الإرشاد اللازم، وربما يطلب منك أن تتناولي أحد الأدوية التي تفيد في مثل هذه الحالات، مثل عقار (فافرين) أو عقار (بروزاك).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً