الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع ابني الذي تعلم من التلفاز أن يضربني ويضرب أخته؟

السؤال

السلام عليكم،،

ابني عمره خمس سنوات، تعلم من التلفاز وألعاب الحاسب أن يضرب أخته ويضربني فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غصن البان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالة ابنك – حفظه الله – واضحة جدًّا، وهو أنه تعلم واكتسب هذا السلوك الذي يتلخص في أنه يقوم بمحاكاة ما شاهده في التلفزيون وألعاب الفيديو، وهو أن يضرب أخته ويضربك أيضًا.

الصفة عامة: الطفل ذو خيال واسع، ويختلط لدى الطفل الحقائق مع الخيالات، والطفل يحاول دائمًا أن ينزل إلى واقعه الحقيقي من خلال ما يتعلمه وما يشاهده حوله.

التعلم عن طريق التلفزيون أو ألعاب الحاسب هو تعليم رصين جدًّا من ناحية التعلم، وأقصد برصين أن هذا النوع من التعلم يستحوذ على كل أفكار الطفل وعلى خياله وعلى وجدانه، لأن الطفل يتفاعل تفاعلاً شديدًا وقويًّا مع هذه الألعاب، فهو يستعمل بصره ويستعمل حسّه ويستعمل سمعه وكل مشاعره، وهذا يجعل ما يتعلمه واقعا أساسيا بالنسبة له، ومن المنطق جدًّا أن يعكسه على الآخرين.

إذن نحن أمام وضع اكتسب فيه هذا الابن سلوكا من خلال النمط والاستشعارات الحياتية التي حوله، ولنقلل من تلك الظاهرة – أي ظاهرة الضرب – يجب أن نقوم بتعليم مضاد، وهو أن نجعله يشاهد برامج أخرى، برامج ليس فيها ضرب، ليس فيها عنف، ليس فيها إثارة شديدة، واستغلي أحد هذه البرامج التلفزيونية التي على سبيل المثال يكون فيها مشهدًا دراميًا يُحب أخ أخته وكذلك أمه، ونجعله يقتدي بمثل هذه النماذج، وفي نفس الوقت اشرحي له وبلغة مبسطة ومحببة أن الضرب ليس أمرًا طيبًا، وحين يقوم بضربك تبسمي في وجهه وقومي بتقبيله، ولكن بعد ذلك تحدثي معه أن الضرب عيب وأن الضرب ليس أمرًا جيدًا، وقومي أنت بضربه بمداعبة ولطف، قولي له (هذا – أي الضرب – ليس أمرًا مرغوبًا فيه).

نصيحتي الأخرى لك هي: أيضًا أن تلاعبي طفلك، انزلي إلى مستواه العمري، وادخلي معه في أنشطة وألعاب تكون قائمة على الهدوء، وعلى إبداء الحب، والتعاون والمحبة بين الأخ وأخته، وعبّري عن جمال الطفولة من خلال هذه الألعاب.

لا تنزعجي هذه أمور بسيطة تكتسب - كما ذكرنا - وفي نفس الوقت يتم التخلص منها - إن شاء الله تعالى- من خلال التعليم المضاد.

الجئي أيضًا إلى طريقة العقاب والثواب والتحفيز، وذلك من خلال تطبيق طريقة النجوم: ثبّتي لوحة بالقرب من سريره مثلاً، واتفقي معه أنه سوف يكسب عددا معينا من النجوم متى ما قام بتصرف جيد وإيجابي، وإن قام بضربك أو ضرب أخته سوف تُسحب منه نجوم، وفي نهاية الأمر يتم استبدال النجوم التي اكتسبها قليلة كانت أو كثيرة بهدية بسيطة تساوي قيمة ما اكتسبه، هذه الطريقة طريقة جيدة وتعدل سلوك الطفل إلى حد كبير.

بصفة عامة أيضًا: أتيحي لطفلك فرصة كي يلعب مع الأطفال الآخرين، متى ما كان ذلك ممكنًا، دعيه يتعلم أمور الحياة البسيطة التي تناسب عمره مثل: كيف يرتب غرفته وكيفية تنظيف أسنانه، ويلبس ملابسه بصورة صحيحة، هذه أشياء بسيطة جدًّا لكنها مهارات مطلوبة جدًّا، ومثل هذه المهارات حين يكتسبها الطفل - لأنها خبرات إيجابية جدًّا – تصرف انتباه الطفل عن كل تصرف سلبي، وهذا أيضًا من أصول التنشئة والتربية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً