الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رهبة وخوف وألم في ظهري هل هذه أعراض الحسد، أم ماذا؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,

إخواني في موقع استشارات إسلام ويب أشكر لكم اهتمامكم بإخوانكم المرضى والمحتاجين لمن يقف بجانبهم.

مشكلتي هي: أنني في السابق كنت طالبة عادية هادئة نوعا ما وبشكل ملحوظ, إلا أنني لا أخلو من الجراءة عند التحدث مع الطالبات أو الأستاذات, فأنا جريئة جدا،ً وأحب أن أعتمد على نفسي في أعمالي؛ فلو أرادت زميلاتي شيئا من الأستاذات فأنا من يذهب, وأتكلم مع الأستاذات سواء الأجنبيات أو العربيات بالانجليزية، وتخصصي بالجامعة جميل جدا، ومستواي مرتفع مقارنة بزميلاتي.

مشكلتي بدأت فجأة عندما أحسست بألم مفاجئ في ظهري، وخوف بالجامعة حتى خرجت، ولم أختبر، ولم أستطع النزول حتى إن صديقاتي أمسكنني وأنزلنني من الدرج.

ومن ذلك اليوم، وأنا لا أستطيع السير وحدي إلا وزميلاتي ممسكات بي، وما أن أريد أن أناقش أحد الأستاذات حتى أخاف, وأرتجف من دون سبب, وأحس بأنني سأقع أو أموت، وتزداد هذا الحالة عند مقابله الناس، وعند دخول الجامعة بشكل ملحوظ جداً, وقد استشرتكم من قبل لاعتقادي أنه مرض بالظهر، حيث إني إذا وقفت بشكل مستقيم لا يثبت ظهري مع عظام الحوض فأرتجف وأضطر للامساك بأي شيء من حولي.

قلتم أني ربما أعاني من الأعصاب، والأطباء قالوا إنني أعاني من شد بالعضلات، ولم تنفعني الأدوية ولا الجلسات الطبيعية، وقد قرأ علي أحد المشائخ وقال: إني أعاني من الحسد، والآن أنا أسمع الرقية وآيات الحسد، وقد أتممت شهرا وتحسنت حالتي، ولكن بعد أن أتممت شهرا بدأت تعود الرجفة قليلا، وأصبت بالحكة والتنميل بأقدامي, ودائما أفرك أقدامي ببعضها خصوصا عند سماع الرقية.

أصبحت أحلم كثيرا بالجامعة، وبالطالبات والأستاذات, علما بأني عندما كنت بالثانوية كنت أحلم بالثعابين الكثيرة جدا، وأحيانا أحلم أنني أسقط, وانقطعت الأحلام فجأة، ثم حلمت بالجامعة والطالبات, وخصوصا مجموعة من صديقاتي فدائما ما أراهن, لا أعلم ماذا أفعل, وهل أنا بالطريق الصحيح؟ وهل من الممكن أن تكون معاناتي من الرهبة وألم الظهر بسبب حسد؟ أما أنها وساوس؟

للعلم أني تناولت زيروكسات سابقا، وبعد فترة أصبحت لا أستطيع الوقوف بشكل مستقيم.

أرجو إرشادي، وجعلي أطمئن فقد تم اختياري من ضمن الطالبات المتميزات، حيث إنه يجب أن أشرح كورس للطالبات منخفضات المستوى بالمادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، ومن الواضح أنه ليس بالموضوع السهل، وقد خاض فيه بعض الزملاء من قبل، فهناك موضوع الظهر والعضلات، وكذلك عدم قدرتك على المشي من دون دعم زميلاتك لك، وموضوع التغيير المفاجئ وغير المنسجم مع سابق عهدك، وسابق شخصيتك، وضعف اطمئنانك مما يجعلك ترتبكين عند لقاء الناس والحديث معهم، مع أنك في السابق كنت مليئة بالشجاعة والجرأة الأدبية مع المعلمات والطالبات سواء، والآن تحملين همّ كل هذه الأعمال التي كنت تقومين بها سابقا بمنتهى السهولة.

وأحيانا نظن أن مجموعة من الأعراض كالتي عندك، إنما تعود لسبب واحد فقط نطلب علاجه، وليس هذا بالضرورة دوما صحيح، ففي بعض الحالات قد يوجد أكثر من مشكلة أو أكثر من مرض وفي وقت واحد، ولكن اهتمامنا بواحد منها يشغلنا عن الآخر، والذي قد لا نفكر فيه.

وأنا أعتقد أن موضوعك ربما تجاوز وبسبب الأعراض التي ذكرتها في الأعلى، أعتقد أنه تجاوز مجرد طرح سؤال علينا، ومن ثم نجيبك عليه.

وأنصحك وبكل اهتمام، أن تراجعي طبيبة الأسرة أولا، والتي يمكن أن تصل معك إلى التشخيص الدقيق، ومن ثم العلاج الصحيح، فليس هناك من علاج صحيح بلا تشخيص محدد دقيق.

وقد تطلب منك الطبيبة تحويلك إما لطبيب نفسي لاحتمال وجود حالة نفسية كالرهاب, أو الخوف الاجتماعي، سواء مع اكتئاب, أو من دونه، مع أنك لم تذكري لنا أعراضا صريحة للاكتئاب، ولكن تغييراً في طبيعة الشخصية بهذا الشكل يضطرنا أن نفكر في هذا الاحتمال، والذي قد يفسر بعض الأعراض لديك.
أو قد تنصحك الطبيبة باستشارة أخصائي أعصاب، ليفحص موضوع الظهر والعضلات؛ لأن الخطأ الذي يقع فيه البعض إنهم إن فكروا باحتمال مرض أو مشكلة نفسية، فلا يعودون يفكرون بأي مرض جسدي، وليس هذا صحيحا، وكما ذكرت فقد تعود الأعراض لمشكلتين وليس بالضرورة لمشكلة واحدة.

وتلاحظين أني لم أعطك تشخيصا واحدا دقيقا، لأنه ربما لابد من القيام بالمعاينة والفحص السريري والنفسي المباشر، ونهما كانت طبيعة التشخيص في النهاية، فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء.

وفقك الله ويسر لك الخير حيثما كنت، ونسأله تعالى الشفاء لك ولنا ولكل الناس.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً