الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي ترغب في إنجاب أطفال آخرين وأنا لا أرغب، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي هو: أنني متزوج من زوجة سابقة، وأنجبت لي ولدا وابنتين، وتوفيت -رحمة الله عليها- ثم تزوجت من زوجة أخرى وأنجبت ولدين وبنتا، وآخر ولد عمره عشر سنوات، والآن زوجتي ترغب بالحمل وترغب في إنجاب أطفال آخرين.

أنا أقول لها يكفي، فالحمد لله عندي ستة، ويكفي نتابع الموجود، ونحرص عليهم، ويكفي متابعتهم، ولكنها رافضة، وتحاول الإنجاب، وهي الآن تعالج من دكتور إلى دكتور استشاريين، وتطلب الحمل، ومن خمس سنوات وهي تعالج، وخسائر من الأموال للمستوصفات، وإشاعات وتحاليل، وإبر منشطة وحبوب أشكال وألوان.

نفسيتها تعبت، وهي تقول إذا لم أتوفق فسأعمل تلقيحاً صناعياً أو عملية طفل أنابيب، وأنا بصراحة أحاول أعرف أيام التبويض، وفي حالة الجماع في ذلك الأيام أحاول أنزل -أكرمكم الله- بالخارج وهي لا تعلم بذلك، وأنا على هذه الطريقة، الإنزال بالخارج.

أريد منكم المشورة، والرأي في طريقتي، وكيف أوافق بأن تقتنع بالموجود؟

أرجو الرد والإفادة حفظكم الله، ودمتم بخير وصحة وعافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي السائل حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على حل مشكلتك.

بالنسبة لنظرتك للأولاد، نجد أن هناك عدم التوافق بينك وبين زوجتك، أنت لا تريد وهي تريد، وحبها للأولاد قد يكون ناتجا عما يسمى بالغيرة الزوجية، حيث تعلم أن لديك 3 أولاد من الزوجة الأولى التي توفيت رحمها الله تعالى، فهي تريد أيضا أن يكون لها عددا من الأولاد حتى ترتاح نفسيا، ولا يؤنبها ضميرها فيما بعد لماذا لم تكثري من الأولاد!

إن الأمر يحتاج منك إلى روية وعدم التسرع، ويجب أن تدرس الموضوع جيدا، فإذا كان امتناعك عن زيادة الأولاد راجعاً للأمور المادية أو زيادة المسؤولية في التربية، أو أنه عائد إلى الحالة الصحية لزوجتك، فيجب أن تجلس معها وتتناقشا هذا الأمر، وتصلا إلى حل يرضيك ويرضيها.

إن أصرت الزوجة على رأيها فلا تجعل رغبتك في عدم الإنجاب سببا للشقاق بينكما الذي قد يؤدي إلى هدم البيت وتشتت الأسرة.

وبالله التوفيق .

د. حسن البريكي
--------------
إضافة إلى ما ذكره د. حسن البريكي-حفظه الله- نحب أن نوضح الناحية الشرعية في هذا الأمر، وهو أن الولد هو من حق الزوجين معا، وعلى وجه أخص من حق الزوجة! حيث لا يجوز العزل إلا بإذنها، ويمكنك الاطلاع على فتوى في هذا الأمر في مركز الفتوى بموقعنا فتوى في العزل

وعليه، فنحن نرى كما ذكر د. حسن البريكي، أن تلجأ معها إلى أساليب الإقناع في حال كانت رغبتك هي عدم المزيد من الإنجاب، وإلا فالأصل أن لها الحق في ذلك كما ذكرناه في رابط الفتوى أعلاه، ويمكنكما مثلا أن تتفقا على إضافة طفل واحد، وتكتفيان بعدها، وبهذه الطريقة تكونان قد توصلتما إلى حل وسط، واتفاق يلزمها لاحقا للإذعان لإرادتك في عدم الإنجاب لمزيد من الأطفال.

نسأل الله أن يوفق بينكما، وأن يرزقكما الذرية الصالحة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة