الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة وثقل الكلام.. خصوصا عند التحدث مع الوالدين والأقارب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بدأت منذ سن مبكرة تقريباً في الابتدائية، خصوصاً عند قراءة القرآن والقراءة، تسببت بإحراج كبير أمام الطلبة، خفت المشكلة في المرحلة المتوسطة، وأصبحت أكثر جرأة في حياتي، ومندفعا بشكل جيد في الكلام -والحمد لله- عندما أكون مع الزملاء أكون أكثر طلاقة، وربما كانت هناك حالات بسيطة لا تكاد تذكر، في ثاني ثانوي بدأت الحالة تظهر، لكن عند القراءة، وتسببت بإحراج كبير مقارنة بعمري.

يا دكتور في العمل كلامي طلق بشكل لا تتصوره، وعند المسؤولين، وأنتقي عباراتي بتميز، لكن في المنزل وعند الأقارب تتغير الحالة بشكل كبير، في البيت تقريباً الحالة شديدة عند الكلام للوالدين والإخوان، دائماً أستغرب من السبب، ربما من بعد المتوسط إلى سن الـ 25 من الصعب على الناس الذين أخاطبهم أن يلاحظوا التأتأة -غير الأهل-، لكن من بعد 25 أصبحت واضحة في التوقف عند بعض الحروف وسحب الكلمة.

يا دكتور قلّت ثقتي في نفسي بشكل عام لصعوبة الحياة، ربما هي السبب في تجدد الحالة مره أخرى، كنت أتوق للتحدث مع الناس، وأفتخر بثقتي واستطاعتي التغلب على هذه المشكلة بعد الله، لكن اليوم العكس، أصبحت مشكلة أفكر فيها عند البدء بالتحدث، خصوصاً مع الأقرباء.

أحيانا -يا دكتور- هناك مشكلة أخرى، وهي ثقل في الكلام، لا أعلم هل هو تخيل أو شعور حقيقي؟! لكن أحس بثقل في نطق كلماتي، أحياناً يكون كلامي طلقا جداً بدون تأتأة، وأحياناً يكون ثقيلا بدون تأتأة، وأحيانا تأتأة وثقل، أحياناً عند الكتابة في منتدى أو تويتر ويعجب الناس فيما أكتب، أقول في نفسي أنكم لم تسمعوا كلامي، وإلا فسوف تغيرون كلامكم.

مليون شكر يا دكتور، وجعلها الله في موازين حسناتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالحمد لله تعالى أنك قد تخطيت معظم صعوباتك حول التأتأة، وبفضل من الله تعالى حين تبدأ التأتأة بالتحسن مع تقدم العمر هذه ظاهرة إيجابية جدا، وإن شاء الله تعالى السنوات القادمة تكون واعدة بالنسبة لك، وتكون أكثر انطلاقا، وأسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

أخي: يظهر أن وضعك الآن هو وضع ظرفي، ويظهر أن التأتأة البسيطة أو التلكؤ البسيط في نطق بعض الحروف مرتبط بظاهرة اجتماعية نسميها بظاهرة الرهاب الاجتماعي البسيط والخاص جداً، تأتيك مشاعر التأتأة - أو ربما تكون تأتأة موجودة حقا بسيطة - حين تتحدث مع الأهل والوالدين، أعتقد أن السبب في ذلك هو أنك تراقب نفسك حين تتحدث وتريد أن تكون حذرا جدا في تواصلك مع من حولك، ولديك أيضا قلق توقعي، بما أنهم أكثر الذين عايشوك، ويعرفون تماما الصعوبات التي تواجهك، والحل بسيط، هو أنه يجب أن تتذكر أن أداءك قد تحسن، وأن هذه التأتأة قد انحسرت، وما دمت أنك طليق اللسان مع الآخرين، فيجب أن تكون أكثر طلاقة مع والديك؛ فهم الذين يوفرون الجو الذي فيه الأمان والمحبة، هذه هي أفضل الظروف بأن يكون الإنسان مسترخيا.

بالنسبة لثقل الكلام أعتقد أنه بسبب جزء من حساسيتك حول التأتأة، ولا أعتقد أنه يوجد ثقل في كلامك، ثقتك في كلامك يجب أن ترتفع، خاصة أن مقدراتك التعبيرية ممتازة.

أخي الكريم: أرجو أن نكون قدمنا لك كل ما يمكن أن يكون نافعا، وأرى من الأفضل أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، حتى وإن كانت هذه التأتأة بسيطة وفي ظروف خاصة جدا، لكن أنا على ثقة تامة أن عقار زولفت أو زيروكسات سوف يمهد لك الطريق إلى أن تكون أكثر استرخاء وتقبلا لمقدراتك، وأن تقلل من قلقك ومراقبتك حول أدائك، خاصة أمام والديك.

جرعة الزولفت هي أن تبدأ بنصف حبة، أي 25 ميلجراما، تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعها إلى حبة كاملة ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة ليلا، يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.

الأمر سيتم تجاوزه تماما - إن شاء الله -، ولا تنزعج فالتحسن واضح في حالتك، والتحسن التلقائي أصلا يتطور مع العمر.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً