الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أرغب بالجماع وخائفة أن يمل زوجي مني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كنت أعاني من حالة اكتئاب، فصرف لي الطبيب دواء اسمه اميرام ameram، وأنا الآن في حالة جيدة، إلا أن المشكلة التي أعاني منها هي أني ليس لدي رغبة في الجماع، وزوجي يستخدم طرق الإثارة لكي يرغبني في الجماع إلا أنني أعاشره ببرود.

خائفة من أن يمل مني زوجي, ويتزوج بأخرى.

ساعدوني لحفظ بيتي، ولو بتوجيهي لدواء ينشط رغبتي الجنسية, ويرغبني في الجماع.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،

أتفهم مشكلتك -يا عزيزي- وأود أن أساعدك، والحقيقة هي أنه لا يوجد دواء مرخص طبيا لاستعماله في الأنثى لهذا الغرض، فالرغبة الجنسية عند الأنثى تحكمها الحالة النفسية بشكل أساسي، وبالنسبة لك فإن لديك سببين هامين يؤديان إلى نقص الرغبة الجنسية:

الأول: حالة الاكتئاب التي تعانين منها.
الثاني: الدواء الذي تتناولينه، فهذا الدواء من أعراضه الجانبية حدوث نقص في الرغبة الجنسية عند الأنثى.

أرى بأن تكملي علاجك -كما وصفه لك الطبيب- ولابد من أن زوجك متفهم لحالتك، أو يمكن أن تكوني صريحة معه في هذا الأمر، وتقولي له بأنك تحبينه وترغبين به، لكن الدواء وحالة الاكتئاب التي تمرين بها هي ما يؤثر عليك، وعندما تشفين من الحالة -بإذن الله- وتوقفين الدواء ستتحسن استجابتك الجنسية.

وفي خلال هذه الفترة لا مانع من أن تتظاهري بأنك راغبة في العلاقة، وتقبلين عليه عندما يطلبك، وأن تشعرينه بالتجاوب والرضا حتى لو كنت لا تشعرين بذلك، فالزوجة في كثير من الأحيان تشعر بالمتعة لمجرد شعورها بأن زوجها راغب بها، بل وقد تجد هذا الشعور أجمل وأدوم من أي شعور جنسي آخر.

والكثير من الزوجات لا يكن راغبات بالعلاقة الزوجية في كثير من الأحيان، لكنهن يتظاهر بالاستمتاع بها، وذلك كنوع من التقرب للزوج، وإرضاء لمشاعره، وهو أمر مطلوب، وأدعوك للقيام به، بل وستؤجرين عليه بإذن الله.

وأنصحك أن تنظري للعلاقة الزوجية من منظور آخر غير المنظور الجنسي فقط، انظري إليها على أنها فرصة تتوحدين فيها مع الإنسان الذي اختارك من بين الكثيرات لتكوني زوجة له وأُمًّا لأطفاله، انظري لها على أن زوجك يراك جميلة ويرغب بك، وأنت الوحيدة التي ستلبين حاجته، انظري لها على أنها عبادة وطاعة لله عز وجل، وتأكدي بأن زوجك سيكون مقدرا لك هذا التصرف وهذه المشاعر، وسينعكس كل هذا إيجابا على حياتكما.

بعد أن تستقر أمورك الصحية ويمنَّ الله عز وجل عليك بالشفاء، وتوقفين الدواء -إن شاء الله- سيتحسن بتغيير الوضع كثيرا، وستزداد رغبتك طالما أنك تحبين زوجك، وهو يسعى لإسعادك.

وأخيرا لا أنصحك بتناول أية أدوية تسمعين عنها لزيادة الرغبة الجنسية، فكما قلت لك لا توجد أدوية مرخصة في هذا المجال لاستخدامها عند النساء.

وانظري: العلاج السلوكي والطبيعي للبرود الجنسي للنساء: (287823 - 2122586).

أسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً