الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة من أحب أصبحت أوسوس بأني حامل !!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاه عمري 16 سنة، قبل 3 شهور حدث موقف أحزنني كثيرا، فقدت إنسانة عزيزة على قلبي، وأصابتني حموضة في المعدة من كثرة القلق والتوتر، ولم أكن أعرف أنها حموضة، فجاءتني أفكار ووساوس أني مريضة، وجاء في بالي أني حامل، مع أني لست متزوجة وليس لدي علاقات محرمة، فصدقت هذا الشيء، صحيح أنه شيء تافه، لكن لا أعرف كيف أقنع نفسي أنني لم أفعل شيئا، عندما تأتي الدورة أرجع لوضعي الطبيعي، وعندما تنتهي ترجع الوسوسة مرة أخرى.

تعبت منها لا أستطيع أن أعيش حياتي، ممكن مساعدتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بريق أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لصديقتك.

التأثر وفترة الأحزان التي مرت بك أدت إلى ما نسميه الحالة النفسوجسدية، والتي ظهرت لديك في شكل أعراض حموضة في المعدة، إذن القلق كما تفضلت هو الذي سبب لك الأعراض التي أصابت الجهاز الهضمي، وبعد ذلك انتابتك حالة من الوساوس المرضية التي تمثلت في الخوف من الأمراض، من ثم أتى الشعور بأنك حامل، هذا أيضا نوع من الوسوسة، وهو نوع قبيح من الوسوسة، ولاشك أنه مؤلم للنفس، ولكن الوساوس قد تأتي، وخاصة للطيبين وللأفاضل من الناس، - إن شاء الله تعالى - لا بأس عليك، فحالتك بسيطة جداً.

أنت في مرحلة عمرية تكثر فيها الوساوس، والوساوس هي نوع من القلق النفسي في المقام الأول، ومن الضروري جداً أن تحقري هذه الوساوس، وأن ترفضيها، وأن تعتبريها أمرا سخيفا، وتصديها من خلال هذه التمارين الذهنية، وهذا يفيدك - إن شاء الله - كثيراً.

إذا سيطرت عليك هذه الوساوس ولم تخف حدتها، فالأفضل الذهاب لمقابلة الطبيب النفسي، فهذا أمر جيد جداً، وإن لم تستطيعي يمكنك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للوساوس القهرية، من أفضلها في عمرك عقار (بروزاك prozac) ويعرف باسم (فلوكستين Fluoxetine) والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي (20) مليجرام، يتم تناولها بانتظام بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك تناوليه كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله، وهذه تعتبر جرعة صغيرة جداً، كبسولة واحدة في اليوم، - وإن شاء الله - ستفيدك كثيراً، والبروزاك لا يسبب الإدمان أو التعود، كما أنه لا يؤثر أبداً على الهرمونات النسوية.

بالنسبة لانقطاع الدورة هذا يحدث كثيراً لدى البنات في عمرك، والقلق قد يزيد من ذلك، إذا انقطعت عنك الدورة أكثر من ثلاثة أشهر ربما يكون من الأفضل أن تقابلي الطبيبة النسائية لتقوم بإجراء فحص هرموني لك، وسيعالج هذا الأمر تماماً فلا تشغلي نفسك به.

حقري الأفكار الوسواسية، خاصة فكرة الحمل التي فرضت نفسها عليك، وهي وسوسة، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وكوني نشيطة في حياتك، لا تركني أبداً للخمول والتكاسل، وزعي وقتك بصورة فعالة وجيدة ومنتجة ومحفزة، فهذا يحاصر الوساوس كثيراً.

أسأل الله لك العافية والشفاء التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً