الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا بعيدة وأشعر بخوف من المستقبل وقلق على أهلي... ما التوجيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

أنا طالبة، عمري 22 سنة، أعاني من إرهاق نفسي, وعدم الشعور بالطمأنينة, رغم أني أحافظ على صلاتي, وقراءة القرآن، وأخاف من المستقبل وما يحمله رغم إيماني بالقضاء والقدر.

فمثلا أمي مريضة، وأنا أدرس بعيدة عن عائلتي، وأثناء إقامتي بعيدا أكون في حالة قلق وخوف من أي اتصال يردني منهم بالخصوص.

عندما أشاهد بنات أخريات يعيشون من غير هذا الخوف والقلق فإني أعاود التفكير في نفسي, وما أعيشه.

إضافة إلى مشكلتي أثناء الدروس والمحاضرات؛ فأنا لا أستطيع التركيز مع الأستاذ, وكأنه يتكلم بلغة غير العربية؛ فلا أركز, ولا أفهم, ولا أقوم بالمشاركة, رغم معرفتي ومعلوماتي، لكنني عندما أعاود قراءة الدرس بعيدا عن قاعة الدراسة أعاود تركيزي.

ومشكلتي الأخرى هي: عدم قدرتي على إقامة صداقات عميقة؛ فصداقاتي كلها سطحية.

أنا معجبة جدا بموقعكم، وأتمنى أن أجد حلا لمشاكلي هذه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، وعلى إطرائك لموقعنا.

هناك عدة أمور يمكن أن تكون وراء شعورك هذا بالقلق, وضعف الاطمئنان، وخاصة القلق على أسرتك، بحيث إنك كلما اتصلت أسرتك بك، شعرت أن هناك خبرا محزنا ينتظرك.

ومن هذه الأسباب مثلا:

ابتعادك عن أسرتك، حيث تدرسين بعيدا عنهم، ففي عمرك، وبحسب ترتيبك بين إخوتك وأخواتك، أو ترتيبك داخل الأسرة، وكثير من الشباب والشابات يشعرون بافتقاد أسرهم عندما يضطرون للسفر والدراسة في بلد أو مدينة أخرى، وإن كان كثير ممن عنده مثل هذه الصعوبات قد لا يتكلم عن هذه الصعوبات.

وقد يكون أيضا قد حصل شيء ما في حياتك، كمرض أمك مثلا، أو غيره؛ مما جعلك تقلقين على أسرتك بهذا الشكل.

والشيء الهام أن مثل هذه المشاعر تخفّ مع الوقت، ولو بعد حين، حيث يبدأ الإنسان بالتأقلم مع الجو الجديد.

ومما يعين على التخفيف من مثل هذه المشاعر أن تتحدثي مع صديقاتك ممن أتين لنفس الجامعة من مدن أو بلاد أخرى، أن تتكلمن معا عن مشاعر الغربة, والابتعاد عن الأسرة ومدينة المنشأ، فمثل هذا الحديث في هذه الأمور في مثل هذه المجموعات، والتي نسميها أحيانا "مجموعة الدعم"، يمكن لهذا الحديث أن يخفف جدا مثل هذه المشاعر التي وصفت في سؤالك.

ولا ننسى أيضا أهمية الأمور البسيطة, والتي يمكن أن تؤثر على تركيز الإنسان ونشاطه الذهني، وخاصة النوم الجيد والكافي، والتغذية الصحية والمتوازنة، وهذه من الأمور التي تضطرب عادة عند الطالب الذي يضطر لترك أسرته, والذهاب للدراسة في جامعة بعيدة عن أسرته، فحافظي على نظامين مناسبين للنوم والطعام الصحيّ.

وهناك على هذا الموقع الكثير من الإرشادات حول علاج تشتت الذهن، وعلاج مشاعر الخوف من المستقبل، فاستفيدي منها.

وفقك الله، وخفف عنك مشاعر الغربة هذه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً