الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مرضي هو الوسواس القهري؟ وهل يجب علي أن أعالج بالأدوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أرجوا أن تساعدوني في تشخيص مرضي وتوجهونني.

منذ 4 سنوات تحصلت على شهادة البكلوريا بعد تعب واجتهاد، ولكن أبي منعني من الذهاب إلى الجامعة لأنه يرى أن البنات في الجامعة غير محتشمات، وقال لي أنه خائف علي وعلى سمعتي، حاولت معه ورجوته ولكنه رفض مطلقا حتى النقاش معي في الموضوع.

مر الصيف بهدوء ثم جاء رمضان، وفي أحد أيامه وأنا أقرأ القرآن بدأت تأتيني أفكار لا أحبها عن الشك في الدين يعني وساوس دينية، وفعلت المستحيل لكي أتخلص منها ولكنني فشلت، وأخذني أبي إلى الراقي مرتين ولكن ذلك لم يجدي.

لم أعد أستطيع النوم، وإذا نمت أرى الكوابيس، وفقدت اهتمامي بكل شيء، وكان الوضع يتفاقم، وضننت أنني لم أعد مسلمة، وأنني خرجت من الدين، تمنيت الموت بدل أن تأتيني هذه الوساوس، وبعد أن يأس مني والداي.

أخبرني أبي أنه سيتركني أذهب إلى الجامعة في العام القادم، ولكن ذلك لم يخفف من مرضي، ثم بحثت في الانترنت عن هذا المرض، وعرفت أنه الوسواس القهري على ما أعتقد.

أنا اليوم في الجامعة، لكن الوساوس لم تختفي، ولكن خفت حدتها، وإذا مررت بضغوط أو توتر تزيد حدتها.

لذا أسألكم هل مرضي هو الوسواس القهري؟

وهل يجب علي أن أعالج بالأدوية وأذهب إلى أخصائي نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على هذه الرسالة، حيث إنها بسيطة، واضحة المعالم والتكوين، وسؤالك محدد جدًّا، وإن شاء الله تعالى سوف تكون إجاباتنا واضحة ومحددة وأرجو أن تثقي فيما نقوله لك.

أولاً: من ناحية التشخيص فأنت تعانين من وساوس قهرية ولا شك في ذلك، فكل ما أتاك من فكر مؤلم لنفسك حول العقيدة والدين وأنك قد خرجت من الدين، وكل المحتويات الأخرى، هي من صميم الوساوس القهرية، والوساوس دائمًا تتسلط على الناس وتستحوذ على فكرهم، ويمس أعز ما عندهم، ولا شك أن ديننا هو أعز ما نملك.

أيتها الفاضلة الكريمة: إن شاء الله تعالى هذه الوساوس التي تأتيك هي من صميم الإيمان ومن صريحة، فاستعيذي بالله تعالى من تلك الوساوس، ولا تحاوريها، أغلقي عليها، حقريها، استبدليها بفكر مخالف، وأنا أقول لك - وإن شاء الله تعالى هذه بشرى كبيرة – أن الأدوية مهمة جدًّا لعلاج هذه الحالة، ونسبة النجاح تفوق التسعين بالمائة، والأدوية سليمة لا تؤثر مطلقًا على الهرمونات النسائية، وليس لها أضرارًا، وغير إدمانية، فاذهبي على بركة الله لمقابلة الطبيب النفسي، وسوف يصف لك الدواء اللازم، وهنالك أدوية عديدة جدًّا مثل البروزاك والفافرين وغيره، والطبيب أيضًا سوف يقوم إن شاء الله تعالى بتوجيه بعض الإرشادات السلوكية لك.

أرجو أن تتحدثي مع والدك الكريم وتطلعيه على رأيهم هذا، وأن الذي تعانين منه هو وساوس قهرية، والوساوس القهرية هي نوع من القلق النفسي ويتأتى منها اكتئاب ثانوي، وهي حالة طبية لا علاقة لها بالظروف الاجتماعية، وما يقال حول الشيطان ووسوسته هذا لا ننكره، لكن ليس في كل الوساوس، فالذي يرى أنه يعاني من وساوس شيطانية عليه أن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، والشيطان الرجيم سوف يخنس، وهذا بنص القرآن، ولا جدال في ذلك، أما إذا لم تختفي الوساوس فهذا يعني أنها وساوس طبية ويجب أن تعالج على الأسس الطبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونحن على استعداد تام لنتلقى أي استفسار من جانبك أو طلب مساعدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً