الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة أبي أصبت بحالة خوف من الموت وخفقان في قلبي!

السؤال

بعد وفاة أبي تأتيني حالة خوف من الموت، وخفقان في قلبي تظل ربع ساعة وتذهب، والآن تأتيني الحالة كل ثلاثة أيام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية نسأل الله تعالى لوالدك المغفرة والرحمة، والأحزان يعبر عنها بعدة طرق، منها الشعور بالخوف بعد موت الأقرباء والأحباب، وهذا يحدث أكثر لصغار السن، خاصة من النساء.

هذا التفاعل الذي يحدث لك لا نعتبره تفاعلاً مرضيًا حقيقيًا، لكن للتخلص من هذا الخوف وهذا الخفقان أرجو أن تتذكري وبإصرار شديد أن الموت حق، وأن الموت آتٍ، وأن الأمر كله بيد الله، ولكل أجل كتاب، ولن تموت نفسٌ حتى تستوفي رزقها وأجلها، وأن الموت لا ينقص في عمر الناس لحظة، ولا يزيد في عمرهم من شيئا، قال تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} وأنه أمر مكتوب على كل حي، قال تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} وقال تعالى: {كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وقال تعالى: {كلٌ شيء هالك إلا وجهه}.

ثانياً: سلي الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، وقولي كما في الدعاء: (اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره) وكوني بارة به حتى بعد موته.

ثالثًا: تذكري دائمًا الصفات الجميلة والحميدة فيه، وحين تتذكريها احمدي الله تعالى أن حبا والدك هذه الصفات، وبعد أن ذهب من الدنيا إن شاء الله تكون له ذخرًا وأجرًا ورحمة.

رابعًا: طبقي تمارين الاسترخاء، ومن أبسط هذه التمارين تمرين التنفس التدريجي، وكل ما يتطلبه منك هو أن:

1) تستلقي على كرسي مريح أو سرير.
2)أغمضي عينيك.
3) فكري في شيء جميل.
4) افتحي فمك قليلاً.
5) خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف وبقوة.
6) املئي صدرك بالهواء.
7) أخرجي الهواء عن طريق الفم بقوة أيضًا.

كرري هذا التمرين أربع مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم اجعليه مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوع، ثم عند اللزوم، أي عند الشعور بالخوف إذا حدث ذلك.

خامسًا: استثمري وقتك بصورة صحيحة: اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، تواصلي مع الصالحات من النساء، شاركي في المهام الأسرية وكوني فاعلة، وإن شاء الله تعالى هذه الحالة سوف تختفي منك تمامًا، ولا أرى أبدًا أنك في حاجة لعلاج دوائي، هذا تفاعل إنساني وجداني عاطفي وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً