الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إلى متى أستمر على الـ(الفافرين)، وكيف أتوقف عنه تدريجيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية اقول لكم جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا -يا دكتور- أستخدم علاج فافرين 300 ملج في اليوم، لعلاج الوسواس القهري، وصار لي الآن ستة أشهر على هذه الجرعة -والحمد لله- تحسنت بشكل كبير جدا، وأريد أن أستفسر إلى متى سأستمر على هذه الجرعة؟ وما هي الطريقة المثلى لترك العلاج بالتدرج؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر لك كلماتك الطيبات في حق هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً.

الفافرين من أنجح وأفضل وأفعل الأدوية التي تعالج الوساوس القهري، والجرعة التي تتناولها هي نفس الجرعة القصوى من هذا الدواء، وهو دواء سليم جداً.

علاج الوساوس القهرية يتكون من العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، العلاج الدوائي يؤدي إلى درجة كبيرة جداً من التحسن، لكن يعاب عليه أنه بعد أن يتم التوقف منه إذا لم يكن الإنسان تدرب واقتنع ومارس العلاجات السلوكية ربما تحدث انتكاسة، إذن الدواء من أجل العلاج في المرحلة الحادة للمرض والعلاج السلوكي زائد الدواء هو الأفضل والأفعل في بداية العلاج، وبعد أن يحدث التحسن ومن أجل منع الانتكاسة، العلاج السلوكي وحده يؤدي إلى تحسن بنسبة (50%) ويمنع الانتكاسات خاصة إذا كان هنالك علاج دوائي سابق أو تم استعماله في وقت العلاج السلوكي.

أخي: من الواضح أنه لديك دافعية نحو التحسن، وأنا أريد أن تستمر على هذا المزاج التحسني، وأن تعضد وتقوي وتثبت التعافي الذي أنعم الله به عليك بالتطبيقات السلوكية، والتي هي باختصار تقوم على مبدأ التجاهل الوسواسي، تحقيره واستبداله بفكرة أو فعل مضاد، أن يشغل الإنسان نفسه بما هو مفيد، وأن يدير حياته بصورة جيدة، وأن يطور نفسه في النطاق الاجتماعي وكذلك النطاق المهني.

بالنسبة لجرعة (الفافرين) كما قلت لك هي جرعة ممتازة وكافية جداً، هنالك مدارس كثيرة تتحدث عن مدة العلاج، نحن نتبع منهجا وسطيا ونقول لك -إن شاء الله- إذا أكملت عاما على هذه الجرعة أي (300) مليجرام، وهذا سوف يكون أحوط، الأفضل بعد ذلك أن تنقصها إلى ( 200) مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر أخرى ثم اجعلها (150) مليجراما لمدة ثلاثة أشهر ثم (100) مليجرام لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم (50) مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

هذه يا أخي طريقة جيدة وممتازة تحوطية وغير مسرفة في ذات الوقت، أرجو أن لا تعتبرها مدة طويلة، فالكثير من الوساوس تحمل الطابع المزمن والانتكاسي إذا لم نكن حريصين في علاجه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً