الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجاثوم والكوابيس أتعبتني ... ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم,,,

أنا مغتربة, وبعيدة عن الأهل والوطن, ومتزوجة منذ نحو عامين, ولم أرزق بالذرية, بدأت معاناتي منذ زواجي؛ حيث إني أعاني من الجاثوم, والكوابيس المزعجة في المنام, حيث يأتيني ضيق في الصدر, وشلل أثناء النوم, يستمر لعدة دقائق عند رؤيتي للكوابيس التي تتمثل دائمًا بشخص -كل مرة يتشكل بشكل- يلاحقني, ويتحرش بي جنسيًا, وأحيانًا أشعر بشخص ينام بجانبي, ويلمسني ويلاطفني, وأنا ما إن أشعر بذلك حتى أحاول إيقاظ نفسي بتحريك رأسي, أو فتح فمي, والصراخ ليسمعني زوجي ويوقظني, وأحيانًا أقرأ بداخلي آيات من القرآن الكريم, أو أردد الأذان, أو أتشهد فأستيقظ سريعًا -بفضل الله-.

في بداية زواجي: مررت بأيام كرهت فيها النوم بسبب الخوف من ذلك, ولكني اعتدت عليه الآن, ولم أعد أخاف من النوم -الحمد لله- وأصبحت أنام جيدًّا, ولكن الجاثوم والتحرشات التي تحدث لي تقلقني كثيرًا, وأريد التخلص منها, وأشعر أن هذا أيضًا هو السبب في تأخر حملي, وإجهاضي السريع للحمل قبل نحو عام.

أنا الآن أقرأ سورة البقرة, وأحاول أن أقرأها كل يوم, أو جزءًا منها, ولكني لا ألتزم بذلك.
فماذا علي أن أفعل؟

ساعدوني, أرجوكم, ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرًا لك على السؤال.

لاشك أنه قد يكون أمرًا محيّرًا لك أسباب مثل هذه الكوابيس المتكررة، والتي تكاد تكون من طابع معين, وهو الشخص الذي يحاول التحرش الجنسي، إلا أن مثل هذه الكوابيس قد تكون وثيقة الصلة بما يمرّ بك في حياتك الخاصة، وحياتك الزوجية.

ولو كنت في عيادة طبيبة لسألتك قطعًا عن طبيعة علاقتك بزوجك، وكيف تسير الأمور بينكما، فهناك في سؤالك عدة مؤشرات في هذا الاتجاة، فقد ذكرت مثلًا أن المشكلة بدأت منذ زواجك، وليس هذا طبعًا محض صدفة، وذكرت ثانية الإجهاض الذي تعرضت له في بداية الحمل، وذكرت ثالثًا أن الكوابيس لها هذه الطبيعة الجنسية، وربما كانت هناك أمور أخرى، وكلها تشير إلى العلاقة الزوجية.

وربما أن هناك عوامل ضغوط كثيرة في حياتك، الغربة واحدة منها، والرغبة في الإنجاب, أو الخوف من عدم القدرة على الإنجاب أمر آخر، وضغوط أخرى متعددة سواء في الأسرة أو المجتمع...

ومن الطبيعي والمتوقع أن كل هذه الضغوط يمكن أن تحدث بعض الأعراض, ومنها الكوابيس, والأفكار المزعجة.

فما العمل؟

إيجاد متنفس طبيعي وصحي للتخفيف من كل هذه الضغوط، ولإدخال عوامل الأمن والاطمئنان في حياتك، حياتك الخاصة، وحياتك الزوجية، وغيرها، أمر هام، بل هي الخطوة الأولى, ويمكن للزوج أن يقوم بدور كبير هنا في إدخال الاطمئنان إلى حياتك، ولكن ربما يحتاج أن تخبريه عن هذا بشكل واضح وصريح، فكثير من الأزواج يودّون مساعدة الزوجة، إلا أنهم في كثير من الأحيان لا يدري الواحد منهم ما هو المطلوب منه، ما لم تحدثه زوجته وبشكل واضح وصريح ومحدد.

وإذا طالت هذه المعاناة، واستمرت هذه الكوابيس، فيمكنك مراجعة أخصائية نفسية؛ ممن يقدم الإرشاد النفسي للحديث معها, والوصول إلى حلول وعلاجات مناسبة.

وللهوايات، مهما كانت هذه الهويات، دور كبير في إدخال الاستقرار والاطمئنان أحيانًا، سواء كانت تلاوة القرآن, أو الرياضة, أو الفنون المختلفة, أو المشي...

وكلها أنشطة تساعدنا على الترويح عن أنفسنا في النهار، وتريحنا في الليل، وكما قيل، وإن كان في مجال آخر، من حسن نهاره كوفئ في ليله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً