الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعشة في الأطراف عندما أمسك ورقة نقود، أو كوب، ما سببه وعلاجه؟

السؤال

عندي مشكلة، وهي أن أعصابي ضعيفة، وذلك يظهر بشكل ملحوظ عندما أمسك ورقة من النقود أو حتى كوبا من الشاي، وهذا الموضوع أعاني منه منذ فترة، وقد نصحني البعض بأخذ دواء (نيوترون) للأعصاب، وقد أخذته لفترة شهرين، ولكن بشكل متقطع.

والمشكلة الكبرى هي عندما أقع في مشادة كلامية مع الآخرين، أو عندما أتعرض لموقف أكون فيه على المنصة مثلا لألقي كلمة - وقد نصحني البعض أيضا باستخدام (فلوزاك)، ولكن على الرغم من أضراره الكثيرة استخرت الله، وأخذت منه 2حبة، ولكنه أحدث لي طفحا جلديا في قدمي.

أرجوكم أريد الحل في ضعف الأعصاب، وفي الخوف الملازم دائما عند مواجهة الجمهور.

مع العلم أنني كنت في الصغر شخصا شبه انطوائي، ولكن عندما دخلت الجامعة بدأت أتغير، وعندما سافرت إلى الخارج صرت اجتماعيا أكثر، ولكن نفس المشكلة موجودة، وهي ضعف الأطراف (الرعشة في الأطراف)، وتزادد أكثر عند المشادات الكلامية، والخوف الشديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فما وصفته من ضعف في الأعصاب، لا أعتقد أنه ضعفًا عضويًا ناتجًا من خلل في جهازك العصبي، إنما هو مرتبط ارتباط وثيقا بحالة المخاوف التي تعاني منها حين تكون في وضع يتطلب مواجهة اجتماعية.

هذا النوع من الوهن العُصابي – وليس الأعصابي – أي أن الأعصاب سليمة، لكن النفس فيها شيء من القلق والهشاشة التي تعطيك هذا الشعور بأنك ضعيف في أعصابك الطرفية، إذن الحالة حالة قلقية في المقام الأولي، وليس أكثر من ذلك.

بالرغم من قناعاتي الشديدة بوجهة النظر هذه، لكن أفضل أيضًا أن تذهب إلى طبيب في أمراض الأعصاب ليقوم بإجراء فحص كامل للجهاز العصبي المركزي والطرفي (الحركي والإحساسي)، وهي أمور فنية تقنية معروفة لدى الأطباء، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: المخاوف هذه تعالج من خلال: أولاً لا تعظم المواقف التي تواجهها - هذه مهمة جدًّا – الموقف الذي يتطلب التعظيم الحقيقي هو الصلاة، لأن الصلاة يكون الإنسان فيها أمام ربه وفي معية ربه، أما بقية المواقف كلها في الحياة لا تتطلب تعظيمًا معينًا، نعم هنالك تقدير للآخرين، هنالك الانتباه، هنالك التواصل مع بقية الناس مهما كانت مقاماتهم بشيء من الاحترام، هذا مطلوب، وهذا جيد، وكل نفس خيّرة طيبة جُبلت على الأدب والذوق تقوم بذلك، فإذن من الضروري جدًّا أن تستحقر فكرة الخوف عند المواجهات، ومن يتحرى الذوق والأدب في التعامل مع الآخرين يقلل لديه كثيرًا الشعور بخيبة ورهبة المواقف التي تُقابله.

ثانيًا من الضروري جدًّا أن تُكثر من هذه المواجهات، وارفع من مستوى مهاراتك الاجتماعية، كأن تنظر إلى الناس في وجوههم، أن تبدأ أنت بالتحية، أن تتبسم في وجوههم، أن تكون لك مواضيع تريد أن تطرقها وتتحدث عنها، ولابد أن يكون كلامك ذو قيمة؛ لأن الإنسان الذي يتكلم فيما هو ضروري وفيما هو مهم ويثري حياته بشيء من المعرفة والفكر دائمًا يجد الاحترام والتقدير لدى الآخرين، والإثراء الفكري ليس من الضروري أن يكون الإنسان متعلمًا تعليمًا عاليًا، أبدًا، الإنسان بفطرته إذا بحث نحو المعرفة والخير يجدها.

أمر آخر وهو: أن المواجهات الجماعية مفيدة جدًّا مثل ممارسة أي رياضة جماعية، كرة السلة، كرة الفولي، كرة القدم، كلها تفاعلات وجد أنها مفيدة. الانخراط في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، حضور حلقات التلاوة، الصلاة الدائمة في الصف الأول في المسجد، هذه ظروف اجتماعية نفسية فيها خير كثير للإنسان، وفي ذات الوقت تعرضه بصورة جيدة جدًّا للوضع الاجتماعي الذي قد يكون دائمًا متخوفًا ويحس برهبة فيه.

هنالك أدوية ممتازة جدًّا لعلاج هذا النوع من الوهن العصبي وكذلك الرهاب المقترن به، ومن أهم هذه الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين) يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام – نصف حبة يوميًا – تناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أؤكد لك أن الدواء سليم وفاعل جدًّا، ويمكنك أيضًا أن تدعمه بعقار آخر يعرف تجاريًا باسم (إندرال) يتميز بأنه من الأدوية الطيبة جدًّا لإجهاض الرعشات الطرفية، وجرعته هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عنه.

أرجو أن تأخذ بهذه الرزمة العلاجية والإرشادات التي وردت فيها، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بها، ونسأله تعالى لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً