الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخيلات نفسية منذ الصغر.. ما هذه الحالة؟ وما علاجها؟

السؤال

مشكلتي هي أن خطيبي يعاني من تخيلات تعذبه منذ الصغر، فهو كل ما طرأ عليه أمر يزعجه، أو رأى أحدا يبكي، أو حتى أحيانا من دون سبب تسيطر عليه تخيلات غريبة لا تمت للواقع بصله، ويتكرر نفس التخيل دائما.

هو يتخيل نفسه في ساحة بيضاء كبيرة، وهو في وسطها، ولكنه على شكل كرة ثم يبدأ أناس كثيرون شكلهم شكل الكرات أيضا، ولكن أكبر منه يبدؤون بالاقتراب منه من كل الجهات، والضغط عليه وتعذيبه، وكلما أراد الخلاص منهم يرجعون إليه، وإن أراد أحد من الذين يحبهم كأمه أو أبيه أن ينقذه، فإنه يتخيل أن تلك الأشياء الكروية يمنعونهما عنه، ويعذبونه بإبعادهما عنه ويشمتون فيه.

المشكلة أن ما يحصل معه ليس مجرد أضغاث أحلام، فهو يعيشها، ويتألم ويتعذب، وأحيانا يفقد الاتصال مع من حوله لمدة بضع دقائق.

علماً بأن هذا بدأ معه منذ كان عمره 16 عاما، وهو الآن في أول العشرينات، حاول كثيرا التخلص من هذه الأحلام بالأذكار، وغير الأذكار بلا فائدة.

نحيطكم علما بأنه من عائلة ميسورة الحال، وحياته طبيعية جدا، وهو اجتماعي ومحبوب ومتعلم.

نحيطكم علما أنه لديه أخ متوف منذ كان بعمر 14 عاما، وقد أثر فيه ذلك كثيرا.

ولكن قد لا يكون لوفاة أخيه أي علاقة بما يتخيله أو يسيطر عليه؛ لأنه قد تخطى هذه الأزمة.

أرجو المساعدة بأسرع وقت مع جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على السؤال الشيّق.

احتمالان أساسيان لمثل هذه "التخيلات"، الأول أن يكون خطيبك ما زال متأثراً
بوفاة أخيه الأمر الذي لاشك أنه كان صدمة كبيرة له، حيث كان في سنّ المراهقة في 14 من عمره، ومثل هذه التخيلات يمكن تفسيرها بسبب هذه الصدمة التي لم تفارقه بعد، وخاصة بما ذكرت من أن هذه الخيالات مرتبطة عنده ببعض المواقف العاطفية كرؤية من يبكي، وهو ربما يتخيل والديه يريدان أن ينقذاه إلا أن هناك ما يقف في طريقهما، وربما يرمز هذا إلى كون الأبوين لم يتمكنا من "حماية" أخيه من الموت.

الاحتمال الثاني، وخاصة مما ذكرت من أن خطيبك عندما تأتيه بعض هذه التخيلات فإنه "يفقد الاتصال مع من حوله لعدة دقائق"، وهذا الاحتمال، وأعيد أن هذا هو مجرد احتمال إلا أنه لابد من أن نفكر فيه، وهو أنه يعاني من بعض الشحنات الكهربائية وفيما يشبه الحالات البسيطة من نوبات الصرع، وإن غابت عنه نوبات الاختلاج.

أنصح بأن يراجع خطيبك طبيبا ليقوم أولا بفحصه، ومن ثم ببعض الاختبارات، وربما تخطيط الدماغ، إذا شك الطبيب بوجود احتمال النوبات الصرعية.

لا شك أن العلاج يقوم على التشخيص الذي يؤكده هذا الطبيب. ومهما كان حقيقة التشخيص، فالأرجح أن يتعافى هذا الخطيب، وأن يعيش حياتة قريبة من الحياة الطبيعية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً