الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البغض بين الزوجين، كيف تتم معالجته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مسلم ملتزم، تزوجت منذ أكثر من 14 عاماً باستشارة أحد الزملاء.

بدأت الحياة وأحس فيها التباعد وعدم التوافق التام، وألعن الشيطان وأقول لكل الأفكار الواردة في ذهني بأن الفراق لم يكن حلاً، إذا كان ممكن حل المشكلة الرئيسية، لكن استمر الوضع في التفاقم، وبكل أمانة ازداد الحال سوءاً بعد أن كنا نكتم خلافاتنا الكثيرة جداً عن الأبناء بأن ظهرت تلك الخلافات على السطح وصار نقاشنا أمامهم!

طبعاً هي لا ترعوي، وقد لعبت تلك الأدوار أمام أمي مرة وأمام أمها عدة مرات، بصراحة فيها تعالي على شخصي هذا ما أشهد عليه حيث تناقشنا كثيرا، ومن الأمور غير المحببة تهديدها لي في كثير من الأمور.

مثلا: قلت لها مرة لو حصل طلاق بيننا ورغبنا في المراجعة؟ فقالت: إذا طلقت فاعلم أنه نهائي ولا حياة بيننا بعد ذلك، ومرة قلت لها: طيب سوف أتزوج بامرأة ثانية لأجد عندها ما أفتقده عندك، فقالت: سوف أضع لكما سماً أنتما الاثنين، وأنهي حياتكما أولاً ثم آخذ جزائي بعدكما!

خلاصة الأمر: إنني أشهد الله وأشهدكم بأنني أبغضها بغضاً لا رجعة فيه، حيث أننا منفصلان، وأنام مع أولادي.

علماً أن مثل هذه الأحوال جعلتني لا أهتم بها، ولا أتفقد حالتها، نظراً لعدم وجودها بداخلي، وكل ما يربطنا هو الأبناء، ولا نريدهم أن يعيشوا مشتتين.

عندما أفكر في الزواج من ثانية أتذكر تهديدها بأن تسممنا، فأنا صراحة لا أرغب استمرار الحياة لكني أعلم بأن الفراق سيدفع ثمنه الأبناء، والذين إن بقوا معنا وظهرت مشاكلنا على السطح فأقول: يا أبا زيد كأنك ما غزيت.

والله من وراء القصد.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صديق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي السائل حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على حل مشكلتك.

أخي الفاضل من خلال سؤالك أنت وضعت يدك على المشكلة، وأنت تعرف أن أهم شيء في العلاج الأسري هو كشف المشكلة وتشخيصها، وأنت ولله الحمد ذكرت سبب الفراق العاطفي الذي بينك وبين زوجتك، وعلمت أيضا العواقب التي ستجنيها إذا أنت طلقت زوجتك، وكما قلت سيدفع الثمن أولاً وأخيراً الأولاد.

لهذا أريدك أخي الفاضل أن تفكر تفكير العقلاء، ولا تقدم مصلحتك وراحتك على مصلحة الأسرة والأولاد، فلا بد لكل واحد منكم أن يضحي وأن يتنازل عن أمور من أجل مصلحة الأولاد وراحتهم.

أخي الفاضل، مهما كرهت زوجتك فستبقى أم أولادك، وكذلك العكس مع زوجتك مهما فعلت أنت فستبقى أباهم.

هنا مطلوب استخدام العقل وليس العاطفة، فالفراق بين الزوجين يعتبر بداية تصدع البيت الزوجي، ولن يستفيد أحد من هذا الفراق، والخسارة كلها سترجع على الأولاد أولاً ثم عليكما.

لهذا أريدك أخي الفاضل أن تتريث ولا تستعجل، وحاول معالجة الأخطاء السابقة التي وقعت سواءً منك أو منها، فكل إنسان منا معرض للخطأ، وبمعالجة الخطأ ستتغير النفوس للأحسن بإذن الله تعالى.

حاول أن تغير نظرة البغض إلى نظرة الحب، وتذكر قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم). وقوله سبحانه ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً).

لا تيأس، واجتهد قدر المستطاع، وتذكر دائماً أن لك أولاداً فأنت مسؤول عنهم أمام الله تعالى، ولتكن أنت صاحب المبادرة في الإصلاح والتغيير.

عليك بالدعاء والتضرع إلى الله بأن يصلح لك زوجتك، ويجعل بينكما المودة والرحمة، ثم عليك بأن تتقرب إليها وتعاملها باللطف والاحترام، عاملها بما تحب أن تعاملك به، تبسم لها وشاورها في أموركما، وقدم لها هدية وتجاوز عن تقصيرها لتتجاوز عن تقصيرك، وتذكر أجر الصبر واحتسب الأجر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً