الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زميلاتي في الفصل؟

السؤال

السلام عليكم..

بداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المتميز.

وأود معرفة كيف أتعامل مع زميلاتي؟ فأنا أشعر بعدم تقبلهن لي، وأنا الآن في الصف العاشر، ولقد أتيت إلى هذه المدرسة عند انتقالي إلى الصف الثامن، - ولله الحمد - أنا متفوقة في دراستي، وإلى الآن لم أستطع التكيف معهن، ولا أعرف لماذا؟ ولكن أحس بأني مهمشة، ولا أحد يناديني لأجلس معه وأحادثه في أوقات الفراغ، وعندما أذهب أنا لهن ألاحظ عدم تقبلهن لي.

واضطررت أن أصاحب مجموعة بنات سلبيات لأبعد الحدود لأتشجع، ولكنني وجدت الإحباط في كل شيء في حياتهن صعب ومستحيل، وأيضا لسن هن فقط، بل كل الصف سلبي، لدرجة أني هذا العام أرى بأن مستواي تدنى عن الأعوام السابقة، فعندما تخبرنا المعلمة عن اختبار قصير، بعد عدة أيام نسأل بعضنا: هل بدأت بالمراجعة؟ فتقول المتفوقة: لا، على الرغم من أنها بدأت، وأنا عرفت ذلك من أشياء كثيرة لا تستحق الذكر، وهذا سبب لي الإحباط، لأنها تكذب لكيلا يبدأن الطالبات بالمراجعة، وهن يحبطن بعضهن البعض بصورة كبيرة جدا، فأنا لا أرى الصادقة في هذا الفصل، لا أرى سوى الحسد والكراهية لبعضهن البعض عكس الشعب الأخرى من الصف العاشر.

وأنا أريد أن أتفوق لا لمنافستهن، بل لأحقق أهدافي، فأنا أود دراسة تخصص الطب، وأود أن أحصل على مجموع يؤهلني لذلك، وأيضا أريد حفظ كتاب الله العظيم، وبالفعل فأنا بدأت وحفظت بعض السور، وأوائل سورة البقرة، ولكن لازال هنالك الكثير من الأعمال، فأنا في إجازة نهاية الأسبوع أقوم بالأعمال المنزلية كلها، ويكون وقتي ضيق بين الدراسة والترفية والعمل.

ساعدوني لأصل، فأنا لدي العزيمة القوية الآن، ولكن بمجرد دخولي الفصل، وإلى ذلك الجو الكئيب المليء بالإحباط تتناقص عزيمتي وتتلاشى.

أفيدوني أفادكم الله إخوتي..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فحين ينتقل الإنسان من محيط إلى آخر، يحتاج لوقت لأن يتواءم وأن يتكيف مع محيطه الجديد، وفي بعض الأحيان تكون توقعات الإنسان وتطلعاته غير ملامسة للواقع، مما يجعله يحس بنوع من الانفصال الاجتماعي، أي عدم القدرة على التواؤم مع المحيط الجديد.

الذي أنصحك به:
أولاً: ليس من الضروري أبدًا أن يكون من حولك كلهم حسبما تريدين في تصرفاتهم، هذا مستحيل، ولا يمكن أبدًا للمرء أن يتحصل عليه خاصة في هذا الزمان، لذا يقول الكثير من علماء السلوك: (يجب أن نقبل الناس كما هم لا كما نريد).

ثانيًا: عليك بنفسك في مثل هذه الأحوال، فيجب أن تكوني مثابرة مجتهدة، وهدفك واضح وهو النجاح، وليس هنالك أبدًا ما يمنعك من أن تكوني متفوقة، مهما كان المحيط الدراسي حولك ليس بالجيد، ركزي أثناء الحصص، واسألي المعلمة عن كل ما يكون واضحًا بالنسبة لك، وأديري وقتك بصورة صحيحة، وذلك من خلال تقسيم الوقت، وإدارة الوقت لا تعني أبدًا أن تنقطعي تمامًا للدراسة، لا، روحي عن نفسك، وخذي راحة كافية، مارسي الرياضة بالضوابط الشرعية، وكوني حريصة على الصلوات وتلاوة القرآن، وأنت - الحمد لله تعالى - لديك مشروع حفظ لكتاب الله تعالى، وهذا أمر جميل.

فإذن إدارة الوقت بصورة جيدة، وفي محيطك الخاص هذا، سوف يصرف تفكيرك تمامًا عن السلبيات التي تتحدثين عنها في المدرسة، والتي أدت إلى إحباطك.

ثالثًا: يجب أن تراجعي نفسك مع تقديري الشديد لاحترامك وتقديرك للآخرين، لكن ربما تكون هنالك بعض الهنات أو بعض المفاهيم الخاطئة من قبلك حول الآخرين. يجب أن نكون متجردين وموضوعيين وتكون أحكامنا وتوقعاتنا في حدود المعقول.

رابعًا: يعرف تمامًا أن كثير من الطلاب والطالبات لا يفصحون بدقة عن طريقة مذاكرتهم والساعات التي يقضونها، كثير من المتميزين يقولون أنهم لا يدرسون في بعض الوقت، لكن هذا لا أعتقد أنه بسوء قصد ونية، هي مجرد نوع من التحفيز الداخلي للذات، وقد يكون فيه شيء من الاستغفال للآخرين، لكن الآخرون يجب أن يكونوا على درجة من الوعي، فلا تنشغلي بما يبدر من بعض الطالبات، هذه مرحلة مررنا بها جميعًا، وشاهدناها في أثناء الدراسة، المهم يجب أن يكون هذا محفزً لك من وجهة نظري، ما دامت بعض الطالبات يجتهدن في دراستهنَّ ويقمن بكتمان ذلك فأنت يجب أن تتحفزي من خلال هذا الفعل وتكوني مجتهدة في دراستك.

أخيرًا أقول لك: لا أرى أنك مريضة أبدًا، فقط أنت محتاجة للتواؤم وللتكيف، ودائمًا انظري إلى المستقبل بأمل ورجاء، انظري إلى اليوم الذي تريدين أن تتخرجي من الكلية متميزة فائزة، وهذا - إن شاء الله تعالى - يتأتى من خلال الاجتهاد وترتيب الأمور، ولا تنزعجي أبدًا للتصرفات السلبية التي تبدر من البعض حولك، قضية الحسد والكراهية كلها موجودة في بني البشر، وفي كثير من الأحيان الإنسان عليه بنفسه، وبهذا سيكون مرتاحًا جدًّا، وارفضي المنكر بما هو متاح، حتى وإن كان ذلك من خلال القلب فهذا أيضًا أمرًا جيدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية لللل اريد اتفامه

    انا بعد احس كذا مدري مع اني مهاهم من سنه

  • أمريكا فاطمه جبار

    أختي صاحبي بنات ألشعب ألباقيه لأن مصادقتهن سوف تؤدي ألى أحباطهكي في مستوى ألدراسه

  • كندا أمة الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أقسمت بالله على من يقرأ هذا أن يدعو الله لي أن يفرج همي

  • الجزائر داسين

    شكرا جزيرا على هذا الموضوع المهم فولاه خذا ما يحدث لي تماما

  • مجهول لالاااللةتتاالة

    انا ايضا اشعر بنفس الشيء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً