الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في اختيار التخصص.. فأرجو منكم التوجيه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أشكر لكم جهودكم المبذولة، وأتمنى لكم مزيدا من التوفيق في الدنيا والآخرة.

سؤالي: أنا الآن طالب متخرج من الثانوية وأفكر كثيرا في التخصص، وأجريت اختبارات في الإنترنت ولم أخرج بتلك الفائدة، ولكن من ناحية الميول أريد أن أصبح مثقفا ومفكرا في مجالات الحياة، مثل: حضارات الشعوب والمجتمعات ومستقبلها وكيفية التغيير فيها وغيرها من هذه الأمور، وقد رأيت تخصص علم المعلومات في جامعة أم القرى، وأعجبني كثيرا، ولكن ماهي التخصصات الأخرى التي تنصحوني أن أدخلها أيضا غير - هذا التخصص -؟ وهل لها فرص وظيفية؟ وهل أدخل التخصص حتى إن لم يكن هناك فرص وظيفية؛ باعتبار أني أحب التخصص وأستطيع أن أبدع فيه؟ وأرجو منكم أن تعطوني نصيحة لأني محتار كثيرا الآن.

وأعتذر عن الإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك وننصح جميع الأبناء الكرام بأن يدرسوا المجالات التي يجدوا في أنفسهم ميلاً إليها، وليس من المهم أن يفكروا في الوظائف والرواتب؛ لأن أمتنا بحاجة لكافة التخصصات، وبحاجة للمبدعين الذين يستطيعوا أن يضفوا الجديد، وهذا لا يفعله إلا من يحب مجاله الدراسي وتخصصه الأكاديمي، كما أن تلك الاستعدادات النظرية لها علاقة بالمواهب الربانية، فإن العظيم سبحانه وزع بين الناس المواهب كما قسم بينهم الأرزاق الأخرى.

ولاشك أن الدراسات المتعلقة بالمجتمعات وتطورها، وأسباب صعودها، وعوامل انكسارها وهبوطها، تعتبر من أهم العلوم التي يحتاجها الناس، وأمتنا متهمة بضعف الذاكرة، وعدم الاستفادة من تجارب الأمم، بل فينا زهد حتى في دراسة تاريخنا العظيم.

ولا توجد أمة على وجه الأرض تملك رصيدا تاريخيا صحيحا كما هو الحال في أمتنا الإسلامية، والتي خصها الله بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بالإضافة إلى سنة نبينا صلى الله عليه وسلم التي نقلها الثقات، وهيأ الله لحمايتها الفحول العدول، بل الأمة التي تشهد على كافة الأمم ولكل الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

وأرجو أن يدرك الجميع أن الأمة بحاجة لكل التخصصات، لكنها تستفيد من الذين يواصلون دراستهم ويحرصوا على ربطها بالواقع، وطلب العلم يحتاج إلى اجتهاد بعد التوكل على رب العباد.

وهذ وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً