الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد إصابة والدتي بمرض الربو، صرت أخاف من إصابتي به، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم.

أخاف جداً من مرض الربو، وبدأ الخوف عندما كنت أرى والدتي تعاني منه، فأنا أحبها جداً، وكرهت الربو، وصرت أخاف منه، وأخاف على أمي، ولكن المشكلة أنني أصبحت منذ سنوات أخاف عندما تأتيني كحة ولو خفيفة جداً وأقلق، وألاحظ النفس إن كان بصوت أو لا، شعور مزعج جداً، أحيانا أبكي لأني لست قوية، فأنا أخاف من شيء بسيط كهذا، والناس يضحكون علي، ولا يعرفون أنني منزعجة من الداخل بسبب خوفي والهلع الذي ينتابني، رغم أنني أعرف -ولله الحمد- أنه لا يوجد عندي ربو، ولكن لا أستطيع منع نفسي من هذا الشعور الذي أتعبني جداً، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا يسمى بالمخاوف البسيطة، ومادامت هي بسيطة -فإن شاء الله تعالى- سوف تختفي، المخاوف من هذا النوع متعلمة ومكتسبة في حالتك، والأسباب واضحة، وهي أن والدتك تعاني من مرض الربو، وهو بالفعل مزعج في ظاهره لكن نستطيع أن نقول بأنه ليس مرضاً خطيراً، التخوفات المرضية كثيرة ومنتشرة أكثرها التخوف من أمراض السرطان، والتخوف من أمراض الإيذر، وأنفلونزا الخنازير، ويلاحظ أن الخوف من الأمراض يتبع ما يمكن أن نسميه بالمستحدثات أو الموضة، إن شئنا أن نعبر بالكلمات والمتداولة.

هذا النوع من المخاوف يعالج من خلال التحقير، وذلك بأن تحقري الفكرة، وأن تقولي لنفسي: (أنا أعرف أن الرابط النفسي هو أن والدتي تعاني من هذ العلة، لكن الحمد لله تعالى والدتي بخير، وأنا ليس لدي هذا المرض، وحتى إن أصابني فهو ليس بالمرض المستعصي، وطرق العلاج متوفرة وموجودة).

الأمر الآخر هو أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء مفيدة جدا للناس من أجل التحكم في القلق والمخاوف، وللتدرب على هذه التمارين، أرجو أن تتصحفي أحد مواقع الإنترنت التي توضح ذلك، تمارين الاسترخاء خاصة الاسترخاء التدرجي سوف تجعلك تحسين بالسكينة وتطمئنين كثيراً لوظائف الرئتين لديك.

أريد أن تصرفي انتباهك لما هو أفضل وأنفع لك، الاجتهاد في الأعمال المنزلية، إدارة الوقت بصورة صحيحة، الانضمام إلى الأنشط الثقافية والاجتماعية، الذهاب إلى حلقات تحفيظ القرآن، وهكذا، هذه كلها وسائل علاجية جيدة، وحتى تكتمل الرزمة العلاجية أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف وهو متوفر في الدوحة في الصيدليات، ولا يحتاج إلى وصفة والدواء يعرف باسم (زولفت) واسمه الأخر هو (لسترال) واسمه العلمي هو (سترللين) سوف يفيدك كثيراً في نوبات الخوف والهلع، وكذلك الخوف من المرض.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بنصف حبة أي (25) مليجرام، تناوليه ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة تناوليها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى (25) مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء، أنا على ثقة تامة أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تستجيب لهذه التوجيهات الإرشادية، وتناولك للدواء بصورة صحيحة سوف يزيل عنك هذه المخاوف الوسواسية البسيطة

نسأل الله لك الشفاء، والعافية، والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً