الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالتحسن وأريد تقليل جرعة دواء بيرلكس، فكيف ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

في شهر (10) ذهبت لطبيب نفسي بعد معاناة طويلة جداً من كآبة ورهاب، بعد أن كنت إنساناً محبوباً واجتماعياً، كل شيء انقلب! لكن بعد مرور (4) أشهر تقريباً من استخدام دواء بيرلكس (10) ملغم تحسنت حالتي، ولكن من ناحية الكآّبة والقلق لازلت أعاني أحياناً.

أريد أن تعطيني رأيك ونصائحك بالإضافة إلى كيفية التقليل من الجرعة، أنا وصلت للشهر الرابع، والدكتور قال: -إن شاء الله- 6 أشهر، أنا لا أحتاج أكثر، أريد أن أعرف كيف أقلل الجرعة؟ آخذ حبة واحدة كل يوم بيرلكس (10) ملغم.

شكراً لكم ولخدماتكم، وبميزان حسناتكم إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا التحسن الذي أنعم الله تعالى به عليك، أرجو أن يكون دافعاً وحافزاً للمزيد من التحسن، تأمل في هذا التحسن، حاول أن تستثمره استثماراً إيجابياً، وذلك بأن توسع من نشاطاتك الحياتية، أن تعيش الحياة برغبة وإصرار، أن تضع أهدافك بصورة واضحة، وتضع كل الآليات التي توصلك لهذه الأهداف.

لا شك أن الدراسة يجب أن يتم التركيز عليها حتى تصبح من المتميزين والمتفوقين، والإنسان حين يكون صاحب عطاء فيما يقوم به عملاً كان أو دراسة أو غيره، فإنه لا شك أنه سوف يحس بالرضى، فالنجاح وتحسين الدافعية يؤدي إلى المزيد من النجاح، وهذه طريقة سلوكية مهمة جداً للقضاء على الاكتئاب، وحين نقول لك التركيز على الدراسة لا نعني أبداً أن تحرم نفسك من مناشط الحياة الأخرى، وأنت في هذا العمر من حقك أن تفرح، من حقك أن تستمتع بوقتك وتروح عن نفسك بما هو مشروع.

من الضروري أن تمارس الرياضة، من الضروري أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، وكن على صلة بالآخرين، تواصل مع الطيبين من الشباب، وأريد أن أؤكد لك أن بر الوالدين والمشاركة في الأنشط الأسرية أيضاً تشعر الإنسان بشعور إيجابي يساعده كثيراً في القضاء على الاكتئاب.

أما فيما يخص سؤالك حول الدواء، فأنا أتفق مع الطبيب أن فترة الستة أشهر هي المدة المطلوبة على الأقل لتناول الدواء، بعض الحالات تحتاج إلى مدة أطول، والذي أراه هو أن تتواصل مع طبيبك، وأعتقد أنه من الأدب والذوق الطبي من جانبنا أن يتخذ الطبيب القرار المناسب الذي يراه مفيداً لك، وأنا من وجهة نظري أنه يجب أن تكمل فترة الستة أشهر كاملة، وهي (10) مليجرام من البرلكس، والدواء هذا دواء سليم جداً، ودواء ممتاز وفعال، والجرعة التي تتناولها هي جرعة وسطية، بعد انقضاء فترة الستة أشهر -أي شهرين من الآن- يمكن أن تخفف الجرعة إلى (5) مليجرام، لكن هذا يجب أن يكون بموافقة طبيبك أيضاً كما ذكرت لك، وتستمر على هذه الـ(5) مليجرام يومياً، لمدة شهر على الأقل، ثم بعد ذلك تستمر في التدرج من أجل إيقاف الدواء، وذلك من خلال جعل جرعة الدواء حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

أنا متفائل جداً، والمبشرات كثيرة، وعلامات التحسن واضحة، أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن محمد أبو عواد

    انا ايضا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً