الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبة الهوس الذهاني والدواء سبب لي أعراضا مزعجة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور: محمد عبد العليم .. بعد التحية الطيبة:

أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، أعاني من نوبة هوس حادة منذ سن المراهقة، كانت تأتيني مرتين في السنة أو ثلاثة، تستمر معي لفترة ما يقارب أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، بعدها أصاب بنوبة من الاكتئاب الشديد والعزلة واضطراب في النوم والرهاب، والخوف والقلق خارج البيت، وقد سبب لي المرض تأخرا في الدراسة وفقدان العمل! وقد وصف الطبيب لي: (دواء زيبركسا، خمسة مليجرام 3 مرات في اليوم، وتجرتول 200 ملجرام مرتين في اليوم، وكوجنتين 2 مليجرام)، وقد سبب لي الدواء أعراضا جانبية، كنت أحسُّ برغبةٍ في الحركة، ولا أستطيعُ الجلوس والذهاب والمجيء المتكرر، وعد م الرغبة، وانخفاض في السائل المنوي، والنعاس الشديد، وكان يصرف لي العلاج وكنت أستخدم فقط حبة واحدة من - الزيبركسا وتجرتول -، علما أن نوبة الهوس اختفت منذ خمس سنوات، ولله الحمد، مع بداية العلاج، ولكن الأعراض السلبية لم تختفِ، فما هي الأدوية المناسبة لحالتي؟

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيجب أن تكون على وعي وإدراك أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، والذي تتخلله نوبات الهوس، والتي تحدث أكثر من مرتين خلال العام، لابد للإنسان أن يتحوط في أن يكون على الأدوية العلاجية الوقائية المثبتة للمزاج، هذه حقيقة يجب أن نتفق عليها، والدواء حتى يكون فعالاً، وحتى يكون مفيداً، ويؤدي الغرض المطلوب به، يجب أن يكون بالجرعة الصحيحة، والمتابعة الطبية ضرورية جداً في حالتك، وتحتاج أن تراجع الطبيب أكثر مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر.

أيها الفاضل الكريم: بالنسبة للأعراض التي لازلت تعاني منها، أي الأعراض الجانبية للدواء .. من رغبة في زيادة الحركة، أو عدم الجلوس، وعدم استطاعة الجلوس في مكان واحد، والذهاب والمجيء المتكرر.. هذه الحالة قطعاً مرتبطة بعقار زبركسا، بالرغم من أنها نادرة الحدوث، لكنها قد تحدث في بعض الأحيان، فأنا أقول لك من الأفضل أن تذهب وتراجع الطبيب، لابد أن تتم بعض التعديلات في علاجك، ربما يكون من الأفضل أن تكون على عقار تقراتول من (200) مليجرام صباحا و(200) مليجراما مساء، هنالك دواء باسم - إبلفاي - واسمه العلمي هو (ايربيبرازول Airpiprazole) وهو دواء فعال جداً لا يؤدي إلى الآثار التي ذكرتها من نعاس شديد ورغبة في الحركة.

أما انخفاض السائل المنوي؛ فهذا لا علاقة له بالأدوية السابقة أو الدواء الذي صرفناه لك، ربما يكون مجرد نوع من التفكير القلقي، فإذن أيها الفاضل الكريم، من الأفضل لك أن تكون على الجرعة الوقائية، وكما اقترحت لك أن التجراتول أضف إليه (ايربيبرازول Airpiprazole) سوف يكون علاجاً مثالياً، ويمكنك حين تراجع الطبيب أن يتخير لك مجموعة أخرى من الأدوية، فهي كثيرة جداً، فاختيار الطبيب للأدوية دائماً يعتمد على ظروف المريض الاجتماعية والمالية، وكذلك نوعية الأدوية المتوفرة وطبيعة المرض، ربما ينقلك الطبيب مثلاً إلى عقار لاسيم ليس مكلف أبداً، وهو لا يزيد الحركة ولا يؤدي إلى النعاس، وهو مثبت للمزاج وممتاز جداً، لكنه يتطلب المراقبة الطبية وإجراء بعض الفحوصات الخاصة بالدم.

أنا أؤكد لك الحقائق السابقة للضرورة العلاج، وضرورة الجرعة الوقائية والأدوية كثيرة ومختلفة، لكن من الضروري أن تلتزم بما يقرر لك من علاج؛ لأن ذلك سوف يصب في مصلحتك تماماً، وسوف تعيش حياة طبيعية، والذي أريد منك هو أن تبحث عن عمل، هذا مهم جداً؛ لأن العمل هو من أفضل وسائل التأهيل النفسي والجسدي وكذلك الاجتماعي، أنت لست معاقا، فلا تلبس نفسك ثوب الإعاقة! ويمكن أن تعيش حياة طبيعية بأقل جهد، ومن المهم أن تكون هنالك دافعية ورغبة إيجابية، أنت في سن الشباب، هذا هو سن الطاقات المختلفة التي يجب أن تستفيد منها، وطأة المرض بفضل الله تعالى قد خفت عنك تماماً، التأهيل الذي تحدثنا عنه هو في حد ذاته نوع من أنواع العلاج بجانب العلاج الدوائي.

بارك الله وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً