الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول أدوية للقولون العصبي وأخرى لأمراض نفسية، فهل بينهما تعارض؟

السؤال

الدكتور الغالي: السلام عليكم

إليك أرسل معاناتي، فأنا غير متزوج حتى الآن، ولدي كل هذه الأمراض، وقد ذهبت للطبيب، وبعد مشاهدة التحاليل والأشعة طلب مني الاستمرار على أدوية: (اندرال، وسيروكسات، ونكسيم، وموتليوم)، وأضاف لها هذه الأدوية:

- ليبانتيل 145 مل (للدهون الثلاثية) حبة يوميا.
- كاردورا 1 مل حبة يوميا.
- سيليمرين للكبد حبة مرتين يوميا.

سؤالي الأول: هل هذه الأدوية كلها تتعارض مع التي أستخدمها سابقا؟ خاصة أني أعاني من تذبذب في ضغط الدم وقرحة في المعدة؟

سؤالي الثاني: لدي لخبطة في هرمون البرولاكتين والتستوستيرون، وقد سألت الأطباء فقالوا: أنه بسبب الموتليوم والسيروكسات، فهل هناك علاج من الطب الحديث أو الأعشاب لموازنة هذه الهرمونات؟ وهل هناك بديل للموتليوم ولا يسبب تذبذب بالهرمون؟

سؤالي الثالث: تناولت العديد من الأدوية لمعالجة القولون العصبي مثل: (دسبتالين وفيرين ودستالين)، وجميعها سببت لي مغصا وإسهالا؟ فهل هناك علاج للقولون لا يسبب تلك الأعراض؟

سؤالي الرابع والأخير: ماذا لو أصبت بنزلة برد، هل تناول المضادات الحيوية مع جميع تلك الأدوية يتعارض؟

آسف جدا على الإطالة والإزعاج وكثرة الأسئلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي حتى لا تكون عرضة للتباينات والاختلافات في الآراء الطبية، وكذلك الأدوية، أنا أفضل أن تكون مواصلا للعلاج مع الطبيب النفسي، وحين يطلب منك مقابلة طبيب الجهاز الهضمي يجب أن يحدد لك هذا الطبيب، هذا أفضل أخي الكريم؛ لأن الأطباء يعرفون مناهج بعضهم البعض، والآن في كثير من دول العالم خاصة المتقدمة منها هنالك عيادة مشتركة تجد أكثر من طبيب من أكثر من تخصص في نفس المكان، وفي الغرفة يقومون بفحص ومناظرة المريض، عموماً هذه مقدمة لطمأنتك، وأعتقد أنها أيضا مهمة إرشاد لك.

بالنسبة لحالتك؛ أنا أؤكد لك أنه لا يوجد تعارض أبداً ما بين (الزيروكسات ونكسيم وموتليوم) والأدوية التي تتناولها الآن للدهنيات وكذلك الكبد، فهذه الأدوية تعمل من خلال محاور مختلفة، وهي لا تضارب بين بعضها البعض من حيث ما يسمى بالاستقلاب والتمثيل الإيضي، وهي العمليات التي يتم من خلالها تكسير الدواء بواسطة إنزيمات معينة في الجسم من أجل الاستفادة منه، فيا أخي الكريم أنا أؤكد لك سلامة هذه الرزمة العلاجية.

بالنسبة للتذبذب في ضغط الدم هذا ربما يكون ناتجا من القلق، فالقلق هو من أكبر المسببات؛ ولذا أنصحك بأن تطبق تمارين الاسترخاء، وتتمرن عليها، فهي أصبحت الآن لا تساعد فقط في علاج القلق النفسي، لكن حتى الذين يعانون من ارتفاع أو تذبذب في ضغط الدم يكون منشؤه عصبياً يستفيد من ذلك كثيراً.

أخي بالنسبة لهرمون البرولاكتين لا يؤثر عليه الموتليوم تأثيراً كثيراً، إنما تأثيراً بسيطاً، أما الزويركسات فهو لا يؤثر أبداً على البرولاكتين مع احترامي الشديد لمن ذكر لك ذلك، لكن هذا ليس صحيحاً، وأما والتستوستيرون فلا علاقة له أبداً بالدوائين، فأنا حقيقة أقترح أن تذهب وتقابل طبيبا مختصا في أمور الهرمونات والذكورة، هذا يا أخي الكريم أفضل، واستبدال الموتليوم ممكن وسهل؛ لأنه في الأصل هو دواء يستعمل كدواء مساعد فيما يخص سوء الهضم وآلام الجهاز الهضمي، خاصة القولون العصبي أو اضطرابات المعدة، وزيادة إفراز العصارة المعدية، فيا أخي أنا أفضل حقيقة أن تقابل مختصا ابالذكورة في موضوع الهرمونات التي تحدثت عنها.

سؤالك الثالث حول دسبتالين الوفيرين؛ هذه الأدوية ذكرت أنها تسبب لك مغصا وإسهالا، هذا شيء غريب بعض الشيء؛ لأن الدسبتالين في الأصل هو يعالج المغص، لكن هنالك أناس قد تكون لديهم حساسية، وأنت قد تكون منهم؛ لذا لا أنصحك بالطبع باستعمال هذه الأدوية، والدسبتالين يمكن استبداله بالاسبازموكانيوليس، وهو دواء معروف جداً، ويمكن استعماله عند اللزوم بمعدلة حبة واحدة لعلاج المغص، وهنالك بدائل ممتازة جداً، وهي أن تشرب النعناع الأخضر المغلي المركز، اشربه صباحا ومساء، هذا مفيد جداً، كما أن تناول البقدونس في السلطة ذو فائدة كبيرة، والرياضة وتمارين الاسترخاء لا شك أنها من أفضل علاجات القولون العصبي كما ذكرت لك، سوف تساعد أيضا في موضوع تذبذب ضغط الدم.

بالنسبة لتناول المضادات الحيوية مع الأدوية التي تتناولها؛ ليس هنالك تعارض أيضا أخي الفاضل! لا يوجد أي تعارض، ولكن الإنسان حين يقابل الطبيب إذا كان هنالك التهابات وهنالك حاجة لتناول مضاد حيوي، فمن الأفضل دائماً أن تذكر له نوعية الأدوية التي تتناولها؛ حتى يتم التحوطات اللازمة ليصف لك المضاد الحيوي المناسب.

أما الأدوية التي تستعمل لنزلات البرد ويتم تناولها، والحصول عليها من الصيدلية دون وصفة طبية؛ فهي لا تتعارض أبداً مع كل الأدوية التي ذكرتها.

أخي بارك الله فيك! ليس هنالك أي إزعاج، سعدنا جداً برسالتك، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً