الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الأمراض والقلق، أرجو المساعدة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد أشكركم على جهودكم الطيبة. أنا فتاة في الخامسة عشر من عمري، بعد وفاة أختي مرت فترة ثلاث أشهر، وعانيت من تسارع نبضات القلب مع خوف شديد من الموت أو أن يحدث شيء لأهلي، وبعدها قمت بعمل تخطيط قلب وكان سليم وتحليل الهموجلوبين (10)، وبعدها صرت أكل الحديد حتى الان والحمد الله صار نسبة الهموجلوبين (11)، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت أعاني من خوف شديد من الأمراض وأعطتني الدكتورة أندريال 10، ولم أكل ولا قرص، وحولتني إلى الدكتور النفسي، ولكنني لا أحب الأدوية لذا لا أتناولها .

الأعراض التي أصبت بها:
- تسارع نبضات القلب .
- ضيق تنفس، لا أستطيع أن أخذ نفس عميق إلا بعد محاولات فهل هذا سببه القلق؟
- دوخة أحياناً.
- ألم تحت الثدي الأيسر.
- ألام تحت الكتف الأيسر.
- ألام في البطن وغازات وصوت قرقعة.
- الشعور بالتنميل في كل جسمي.
- ألم في الصدر.

مع العلم أنني قمت بتحاليل وكلها سليمة، وتخطيط قلب سليم، وقالت لي الدكتورة يوجد تسارع بسب القلق، وأنا لست مدخنة، وأخاف من الأمراض، أتمنى أن تطمئنني وتقول بأنه لا يوجد مع أي مرض، وأنا لم أعمل فحص للغدة الدرقية، وهل هي خطيرة وتسبب الموت؟ أرجو الرد بأسرع وقت، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ RORO حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: ،،،

فنسأل الله تعالى لأختك الرحمة والمغفرة ولك ولذويك وأهلك الصبر والسلوان.

الحالة التي تنتابك هي نوع من القلق، وهذا يعرف بقلق المخاوف، ومثل هذا النوع من التفاعل نعتبره تفاعلاً نفسيًا ظرفيًا عابرًا، فالإنسان بما أنه مشاعر وعواطف ووجدان حين يمر بظروف حياتية فيها شيء من الأحداث الكبيرة مثل وفاة الأحباب والأقارب - مثلاً - تحدث له تغيرات نفسية، هنالك ما يسمى بعصاب ما بعد الأحداث، وهذه حالات من حالات القلق والمخاوف والتوترات وربما الشعور بشيء من الاكتئاب، هذه النوبات قد تستمر حتى ستة أشهر بعد الحدث، ونعتبرها من الناحية النفسية أمراً طبيعيًا، ونقصد بطبيعي أن هذا تفاعل من المفترض أن يحدث، لأن الإنسان عواطف وأن الإنسان وجدان كما ذكرت.

والتفاعلات تختلف من إنسان إلى آخر، فهنالك بعض الناس لديهم حساسية نفسية، وسريع التأثر، لذا تجد أن الانفعالات لديهم تكون شديدة، والعكس صحيح.

فكل ما ذكرته في رسالتك من أعراض نفسية ومخاوف وأعراض جسدية - من وجهة نظري - هي تعبير عن حالة القلق التي حدثت لك بعد وفاة أختك عليها - رحمة الله تعالى- .

فإذن أنت مطالبة بالصبر، وأن تدعو لأختك بالرحمة والمغفرة، وأن تصرفي انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض، وذلك من خلال القناعة التامة أن الحياة مستمرة، وأنت صغيرة في السن وأمامك الكثير الذي يمكن أن تقومي به. ركزي على دراستك، تواصلي مع صديقاتك، فالإنسان محتاج للمساندة من الأصدقاء ومن الأهل، وكوني حريصة جدًّا في صلواتك والدعاء وتلاوة القرآن، هذه إن شاء الله مدعمات ومثبتات قوية جدًّا وسوف تساعدك كثيرًا.

أنا أقول لك أن حالتك بسيطة وبسيطة جدًّا وليست خطيرة، لا علاقة لها بالموت، الموت قضية أخرى، الأعمار بيد الله، فأرجو أن تطمئني تمامًا -أيتها الفاضلة الكريمة-، وإن شئت أن تستعملي عقار إندرال فلا مانع من ذلك، فهو دواء بسيط جدًّا سوف يساعدك، وإن كان توجهك نحو الأدوية توجه سلبي تمامًا فلا داعي أن تتناولي الدواء، فقط ابني قناعات جديدة أن هذه الحالة من حالات القلق وسوف تنتهي، استفيدي من وقتك بصورة صحيحة.

وهنالك وسيلة علاجية ممتازة وهي تمارين الاسترخاء. أنت ذكرت أنك لا تستطيعين حتى أن تأخذي نفسًا عميقًاً، وهذا دليل على الانشداد العضلي الذي حدث لك في عضلات الصدر، وهذا كله ناتج من القلق. هنالك ما يعرف بتمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات واسترخائها بطريقة متدرجة أيضًا، وإليك كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء في هذه الاستشارة :
2136015، فأنا أريدك أن تطبقي هذه التمارين بدقة شديدة، سوف تستفيدين منها كثيرًا.

وبالنسبة للفحوصات: الحمد لله تعالى تناولك للحديد قد أفادك في ارتفاع نسبة الهموجلوبين، وأنا أتمنى أن تصل النسبة إلى اثنا عشر أو ثلاث عشر جرام، هذا هو الذي نأمله، وبجانب تناول الحديد أرجو أن تركزي على الأطعمة التي تحتوي على البروتينات مثل البقوليات واللحوم وكذلك الخضروات والحليب والأجبان، وإن شاء الله تعالى تفيدك كثيرًا.

بالنسبة لفحص الغدة الدرقية: هذا سوف يكون جيدًا إذا قمت به، لأنه فحص بسيط جدًّاً وسوف يطمئنك كثيرًا.

أنت ذكرت أنك لست مدخّنة: طبعًا هذا الذي نتوقعه من فتاة مؤمنة مسلمة مثلك، فالتدخين لا يليق أبدًا ببنات المسلمين.

أرجو أن تطمئني، وأشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً