الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالخفقان في القلب والخوف يضايقني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، ذات يوم قمت بتدخين المخدرات، وبدأ رأسي بالدوران، وعندما أردت أن أتقيأ لم أستطع، وبدأ قلبي يخفق بقوة وبصعوبة، تقيأت حتى قمت بالجري، وبعد ذلك ذهبت إلى طبيب أخصائي في الجهاز الهضمي، وقام بفحصي، وظهر عندي انتفاخ في الجهة اليسرى أسفل القفص الصدري، وعند تناول الطعام تنتفخ، وشخص لي المرض على أنه قولون، وكنت أعاني من إمساك، ووصف لي عدة أدوية: (اتاراكس، وبرازول، واسموزين).

مؤخراً بدأت أعاني من عدم انتظام ضربات القلب، أحس وكأن شيئاً يمشي فوق قلبي، وأرى النبض في عنقي في بعض الأوقات، وارتعاش الأسنان، أي دخول الفك السفلي تحت العلوي، وأحس بلساني وكأنه مشحون بالكهرباء، وكثرة التجشؤ وفقدان الشهية، وقلة النوم، أي نوم متقطع في الليل والقلق والتعب، وأشعر بوجود سخونة في ركبتاي، ودائماً أقوم بقياس النبض، لا يتعدى 80، وأحس وكأنني مصاب بمرض خطير، وبدأت أخاف من ممارسة أية رياضة، قمت مؤخراً بإجراء تحليل للدم nfs، وكان مائة في المائة.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً مما أعاني، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف الدقيق الذي سردته في رسالتك يدل أنك تعاني من قلق المخاوف المرضية، والأعراض تقسّم إلى أعراض نفسية، وكذلك إلى أعراض جسدية، ولا شك أن الأعراض الجسدية هي الطاغية لديك.

الشعور بعدم انتظام ضربات القلب هذا كثيرًا ما نشاهده مصاحبًا للقلق، وارتعاش الأسنان وموضوع الفك السفلي تحت الفك العلوي، هذا ناتج من الانقباضات العضلية، أما التجشؤ وفقدان الشهية فهذه أيضًا من مظاهر القلق النفسي، الذي يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي.

أنا حقيقة أنصحك بأن تتحكم في فكرة إصابتك بمرض خطير، وذلك من خلال شيء بسيط، وهو أنك لست مصابًا بمرض خطير، كل الذي بك هو نوع من القلق النفسي، ويجب أن تدعم صحتك النفسية والجسدية من خلال ممارسة الرياضة، وأن تصرف نظرك عن هذه الأعراض، وذلك من خلال أن تدير وقتك بصورة جيدة وتركز على دراستك، وتستفيد من الوقت على الوجه الأفضل والأكمل.

أرجو أيضًا أن تقلل أو تتجنب شراب الشاي والقهوة، لأنها أحد المثيرات التي قد تؤدي إلى القلق، وعدم انتظام ضربات القلب.

الشعور بالنبض هو أمر عادي جدًّا، لكن دائمًا حين يصاب الإنسان بالقلق تجده يوسوس ويصاب بهواجس حول هذا الأمر، هذه ظاهرة طبيعية جدًّا، والشرايين لابد أن تنبض، وهذا دليل على الحياة.

أنت أيضًا محتاج لأن تتناول دواء مضاداً للقلق والتوتر ويحسن من نومك، هناك دواء يعرف باسم (إميتربتلين) واسم التجاري هو (تربتزول) هو جيد جدًّا وغير مكلف، إذا تناولته بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً سوف يساعدك كثيرًا، ربما يسبب لك جفافًا بسيطًا في الحلق لأيام قليلة، بعد ذلك سوف يختفي تمامًا.

التربتزول أنت محتاج لأن تستعمله لمدة ثلاثة أشهر، بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، ويمكن أن تدعم التربتزول بدواء آخر، يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد)، الجرعة المطلوبة هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه كلها أدوية طيبة وسليمة ومفيدة، أسأل الله أن ينفعك بها.. هذا من ناحية، من ناحية أخرى: إذا استطعت أن تذهب وتقابل طبيباً نفسياً هذا سوف يكون أفضل كثيرًا؛ لأن من خلال المحاورة مع الطبيب ودرجة المساندة التي سوف تجدها والتفسير لحالتك سيكون وقعها أفضل عليك مما ذكرناه لك.

عمومًا أنا مطمئن تمامًا أن حالتك يمكن علاجها والتحكم فيها، فهي حالة قلقية مصحوبة بشيء من المخاوف، وليس أكثر من ذلك.

الحرص على الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، الدعاء والذكر، خاصة أذكار الصباح والمساء، وحضور المحاضرات ومجالس العلم والذكر، لاشك أنها مطلوبة لجميع الناس، لكن في مثل حالتك أعتقد أن الحاجة إليها أكبر، وسوف تفيدك بإذن الله تعالى في دينك ودنياك وآخرتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً