الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شفيت من الاكتئاب وأعراضه بنسبة 90% فهل أتوقف عن الدواء؟

السؤال

أنا أتعالج من الاكتئاب منذ 7 أشهر من يوم (1-9-2011) وبفضل الله أستطيع أن أقول: إني شفيت منه بنسبة 90 في المائة، بمعنى إن مثل هذه الأفكار والمشاعر الانتحارية والسالبة قد انتهت، النوم جيد، الشهية للطعام جيدة، الألم النفسي بسيط، الملل بسيط، أنا أتناول قرص (ريميرون) ونصف قرص (استكان20) ونصف قرص (اريببرزوال 30).

السؤال: هل حان الوقت الآن أن أتناول نصف قرص ريميرون وباقي الدواء كما هو، أم أنتظر مدة أخرى؟ وكم هي المدة؟ وكيف أسحب الدواء كله بعد الشفاء؟ وكيف أحكم على نفسي أني قد نلت الشفاء الكامل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالحمد لله تعالى أن حالتك قد تحسنت لدرجة ممتازة جداً، وهذا إنجاز كبير بفضل ورحمة من الله تعالى، والذي أنصح به هو ألا تستعجل في توقيف الأدوية، خاصة الريمانون بجرعة حبة واحدة لمدة ثلاثة أِشهر أخرى، ثم خفضه بعد ذلك إلى نصف قرص لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف قرص يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

الريمانون يعتبر هو العلاج الرئيسي لحالتك، أما بقية العلاجات فهي مدعمة، وأرى أن تستمر عليها أيضاً لمدة شهرين، هذا بالنسبة للاستكان، أما بالنسبة (اريببرزوال) فالجرعة التي تتناولها هي جرعة كبيرة حقاً، وأنا أرى أن لا تتوقف عنها إلا بعد الرجوع إلى الطبيب؛ لأن هذه الجرعة وهي (30) مليجراما يومياً لا بد أن تكون صرفت لك لسبب وجيه.

إن أردت أن تراجع الطبيب هذا هو الأفضل من وجهة نظري، حتى وإن رأى الطبيب جدولة الريمانون بصورة مخالفة لما ذكرته لك فهذا لا بأس به، وإن أردت أن تنتهج المنهج الذي ذكرته لك، فيمكن أن تتحدث مع الطبيب حول هذا الأمر، وتسترشد برأيه.

أما جرعة (اريببرزوال) حقيقة هي كبيرة نسبية، ولا يمكن أن تعطى هذه الجرعة إلا لسبب وجيه، وما دمت قد تحسنت، فهذا يعني أن الأدوية فاعلة، فأرجو ألا تتوقف عن اريببرزوال إلا بعد الرجوع إلى الطبيب.

بالنسبة لسؤالك: كيف أحكم على نفسي أنني نلت الشفاء الكامل؟ الشفاء الكامل في الطب النفسي هو أمر نسبي يتفاوت من إنسان لآخر، والإنسان حين يشعر أنه مرتاح وفي صفاء ذهن، وأنه متوافق مع نفسه ومع مجتمعه ومع من حوله، ويقوم بواجباته بكل رضى، هذا هو الشفاء، وليس أكثر من ذلك.

نسأل الله تعالى أن يمن عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين بالصحة والعافية والشفاء والتام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب هند

    شكرا يا شيخ الفاضل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً