الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين الأدوية لعلاج التأتأة، هل بها ضرر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على هذه الخدمة الإنسانية، وجعلها في ميزان حسناتكم.

الدكتور الفاضل: أود أن أستفسر عن كيفية تناول الدوائين مع بعضهما البعض، وهما السيروكسات والفافرين، وكم المدة العلاجية للدوائين لعلاج حالات التأتأة ونوبات الهرع والوسواس الشديد؟ وهل هناك أدوية أخرى أتناولها مع الأدوية السابقة لعلاج التأتأة والخوف بالأخص؟ وأريد أن أستفسر أيضاً عن الجرعة المناسبة لكلا الدوائين؟

أود أن أنوه إلى شيء بسيط، وهو أنه عندما أفرح قليلاً أتذكر الماضي المؤلم، وأستبدل الحزن مكان الفرح مباشرة؛ لأنني أرتاح عندما أحزن، لا أدري ما هو هذا العارض، وهل له علاج؟! أرشدوني إلى أي دواء، فأنا -والحمد لله- مقتدر على دفع أي علاج مهما كان الثمن.

دمتم بخير، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لتناول الزيروكسات والفافرين مع بعضهما البعض، كثير من مدارس الطب النفسي لا تفضل إعطاء هذه الأدوية مع بعضها البعض، ولكن ذلك ليس ممنوعاً أبداً، لكن يفضل أن يكون تحت إشراف طبي، ويجب أن تحسب الجرعة حساباً علمياً، ويعرف أن كل (20) مليجرام من الزيروكسات تعادل (75) مليجرام من الفافرين، والجرعة القصوى للفافرين هي (300) مليجرام في اليوم، والجرعة القصوى للزيروكسات هي (60) مليجرام في اليوم، بمعنى آخر إذا تناول الإنسان حبة من الزيروكسات فيجب أن لا تتعدى جرعة الفافرين (75) مليجراما، وهكذا... وهذه هي الطريقة التي يتم بها تناول الدوائين مع بعضهما البعض، وأنا حقيقة أنصحك أن تركز على دواء واحد، وإن كنا قد نصحنا بخلاف ذلك في مرحلة سابقة.

ركز على الزيروكسات، وحتى وإن كانت جرعته (40) مليجراما في اليوم، فلا بأس في ذلك أبداً، المدة العلاجية على الجرعة العلاجية من الزيروكسات مثلاً وهي (40) مليجرام، هذه يمكن أن تكون لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبة ونصف يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهرين مثلاً.

بالنسبة للتأتأة: لابد أن تنحو المناحي السلوكية العلاجية الأخرى، ونوبات الهلع وحتى الوساوس الشديدة لابد أيضاً أن تكون هنالك برامج سلوكية منضبطة، وإذا كان الوسواس وطأته شديدة هنا أعتقد أن التواصل مع المعالج النفسي مهم جداً؛ لأن المعالج النفسي بجانب التعليمات والإرشادات التي يعطيها فهو قد يلعب دور النموذج العلاجي، وهذا مهم جداً في بعض الأحيان، لا أنصحك أبدًا بأخذ أدوية أخرى، وما تتناوله من أدوية كافية جداً.

بالنسبة لما ذكرته حول موضوع عندما تفرح قليلاً تتذكر الماضي المؤلم وتستبدله بالحزن، هذا تفكير وساوسي، هذا من صميم الوساوس، وصلت إلى قناعات أن الحزن هو الذي يفرحك، وأن الفرح قد يحزنك، وهذا بالطبع ليس صحيحاً، لكن الوساوس أمرها عجيب! فهي تعطي الإنسان نوعاً من التفكير الغريب والغير متوازن في بعض الأحيان، ويؤمن الإنسان بسخفه، وأنه غير صحيح، لكن تحس أن هذه الأفكار ملحة ومتسلطة، فأرجو أن تتجاهل هذا الأمر وهذا التفكير وسواسي وليس أكثر من ذلك.

الحمد لله تعالى أن لديك المقدرة لشراء الأدوية، لكن أعتقد أن الإكثار من الأدوية أيضا ليس أمراً جيداً، بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً