الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الاضطراب الوجداني وأعاني من قلة النوم.. فما علاجي؟

السؤال

أعاني من اضطرابٍ وجداني ثنائي القطب منذ 8 سنوات، وأتعالج في الصحة النفسية، وكنت لمدة 5 سنوات لا أعمل، ولكن الله وفقني ولقيت وظيفة حكومية -ولله الحمد- لكني أعاني من قلة في النوم وأفكار غير سوية، شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أود أن أهنئك على هذه الوظيفة الحكومية، فالعمل يعد من أفضل أنواع التأهيل النفسي للإنسان، فهو يزيد من المهارات، ويملأ الفراغ بصورة إيجابية، ويقوي الإنسان معرفياً وفكرياً.

يعرف أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا يخل أبداً بشخصية الإنسان ولا بمقدراته المعرفية، وأنا حقيقة أريدك أن لا تشغلي بالك بأي نوع من النقص، ووصيتي الأساسية لك هي الحرص الشديد على تناول الدواء الذي يصفه الطبيب، مع المتابعة المنتظمة مع الطبيب، والتي يمكن أن تكون مرة واحدة كل ثلاثة أشهر.

أنت لم تذكري الأدوية التي تتناولينها الآن، لكن مثبتات المزاج كثيرة جداً، وكلها بفضل من الله تعالى فعالة.

أما علاج اضطراب النوم فهو سهل جداً، ويكون من خلال ما نسميه بتنظيم الصحة النومية، والتي تشتمل على تجنب النوم النهاري، والحرص على النوم الليلي، وممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، وتجنب شرب الشاي والقهوة في فترات المساء، وتثبت وقت النوم، والحرص على أذكار النوم.

من مثبتات المزاج التي تُستعمل في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية عقار سوركويل(Seroquel) واسمه العلمي هو كواتيبين(Quetiapine) هو من أفضل وألطف محسنات النوم، فأرجو أن تراجعي الطبيب وتشرحي له هذه المشكلة، وإن قبل بإعطائك السوركويل فهذا جميل، ولا أعتقد أنه سوف يعترض .

قلت أن أفكارك غير سوية، وأنا لا أتفق معك في ذلك، فمن خلال الرسالة المقتضبة والطيبة من الواضح أن أفكارك مرتبة وطيبة جداً، ولو لم تكن أفكاراً سوية لما وجدت هذه الوظيفة، وأعتقد أن هذا جزء من القلق الذي تعانين منه، لذا تعتقدين أن أفكارك غير سوية، فأرجو أن تكوني أكثر ثقة بنفسك، وأن تعيشي حياة طبيعية.

أكرر مرة أخرى: الاهتمام بالجرعات العلاجية الدوائية والوقائية، فالاضطراب الوجداني ثنائية القطبية هو أحد الأمراض التي قد تحدث فيها انتكاسات، لكن من يحرص على علاجه لن تحدث له الانتكاسات إن شاء الله تعالى، وسوف تستمر لديه عملية التعافي، وتكون حياته طبيعة جداً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً