الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثقل النوم وحرارة دائمة وأحيانا برودة وقلق.. ما هو مرضي، وما علاجه؟

السؤال

أنا مريض منذ 3 سنوات، أول المرض كنت نائما الساعة 1 في الليل، واستيقظت وأنا فاقد للوعي، وضربات قلبي سريعة، وارتفاع الضغط، وثقل بجسمي لا أستطيع المشي، ذهبت للطبيب في نفس الوقت وقال: أزمة قلبية، والثاني قال: فشل كلوي.

وبعدها ذهبت لأطباء بلا حدود من قلب إلى المعدة قالوا: سليم، عملت أشعة مقطعية للرأس وسليم، تخطيط قلب سليم، قسطرة تشخيصية سليم، رسم كهربائي سليم الكلى كل الأجهزة سليمة، وتحاليل كثيرة سليمة، يقولون اذهب لأطباء نفسانيين، ذهبت ولا أجد فائدة، أما القرآن الكريم فأجد فائدة، يعني أحس براحة ترجع الأمور، وإليكم الأعراض:

ثقل في النوم، حرارة دائمة، وأحيانا برودة، غازات وألم بالمعدة والظهر، صداع دائم، لهيب المفاصل، الأذن اليسرى طنين، عدم الرغبة الجنسية، ضربات قلب سريعة، تهيج القولون، أريد أن أبكي، أو أضحك، أو أضارب الناس نوم، حياة بدون طعم ، تعب، اكتئاب، قلق، عصبية، عدم اتزان، أنام وأستيقظ ضربات قلبي كأنها واقفة، نفسي مكتوم، دوخة، تفكير دائم لا يفارقني، الاطباء كلهم قالوا سليم الحالة النفسية، قالوا أعراض حالة نفسية.

العلاجات التي استخدمتها هي سبرالكس افكسور زولفت برتوفيل سيوركسات، وهي الأفضل وأكثر من 15 صنف أخرى لا أعرف اسمها قد تركتها، تركت كل العلاجات، وتعبت كثيرا، صراحة الذي أراحني هو السيروكسات، لكن لم أستمر عليه الآن رجعت له منذ يومين إذا زادة الجرعة إلى جرام أحس بزغللة بالنظر لكن 10 جرام، طيبة.

والدي الدكتور -جزاك الله خيراً- ما هي وصفة السروكسات؟ وما هو المرض؟ ولماذا سيروكسات يزيد الحموضة؟ وكم المدة؟

أسأل الله العظيم أن يعطيك العافية, وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأعتقد أن مشكلتك قد أتت من أنك حين حدثت لك هذه النوبة الحادة من دوخة، وتسارع في ضربات القلب، وذُكر لك أنك تعاني من أزمة قلبية، وقيل لك أنك تعاني من فشل كلوي، هذا لا شك أنه قد أثر عليك، وأنا حقيقة لم أستحسن أبدًا أن ما قيل لك هو الأزمة القلبية، والفشل الكلوي، لأنه لا توجد أي أدلة تشير إلى ذلك، كما أن مثل هذه التشخيصات هي تشخيصات جسيمة ورئيسية وأساسية، ويجب أن تقوم على الدليل.

عمومًا -الحمد لله تعالى- بعد ذلك قمت بإجراء الفحوصات، والمتابعات الطبية والصحيحة والسليمة، واتضح أنك لا تعاني أبدًا من علة في القلب، وليس لديك علة دماغية رئيسية، وواضح جدًّا أن الأعراض هي في الأصل أعراض قلقية، أو ما يسمى بنوبة الهرع أو الفزع هي التي أصابتك أولاً، وبعد ذلك تبعها أعراض نفسوجسدية مثل تهيج القولون، وأصبحت تعاني بالطبع من شيء من الوسوسة، وكذلك درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، وهذه لها علاقة وطيدة جدًّا بنوبة الهلع التي حدثت لك أولاً.

وبالنسبة للهلع أو الفزع فهو قلق نفسي حاد يأتي في معظم الأحيان دون أي مقدمات، وينتهي كذلك دون مقدمات، لكنه مخيف ومرعب وتتولد منه وساوس، وهو يعتبر حالة مزعجة جدًّا، ولكنها ليست خطيرة وهذا هو المهم.

أنت الآن تحسنت على عقار زيروكسات وهو دواء جيد جدًّا، وجرعة الزيروكسات يمكن أن تصل حتى ستين مليجرامًا في اليوم – أي ثلاث حبات – وأعرفُ الكثير من الذين يتناولون هذه الجرعة دون أي مشاكل.

أنت يظهر لديك حساسية بسيطة في تحمل الأدوية، لذا أقول لك أن هذا الأمر عارض – أي الآثار الجانبية التي عانيت منها – وإن شاء الله تعالى سوف تزول.

تناول الزيروكسات في فترة المساء وبعد الأكل، والزيروكسات حقيقة لا يؤدي إلى زيادة حقيقية في الحموضة، إنما هنالك عسر في الهضم يحدث في بداية العلاج، وهذه ظاهرة نشاهدها مع أدوية كثيرة جدًّا، وهي تختفي بالتدريج.

لذا ننصح بتناول الدواء بعد الأكل، ومن وجهة نظري تناول الدواء ليلاً ساعتين قبل النوم، واستمر على جرعة العشرة مليجرام لمدة أسبوعين، لا تستعجل أبدًا في رفع الجرعة إلى عشرين مليجرام، والعشرة مليجرام سوف تكون جرعة تمهيدية جيدة، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجرامًا -.

وأعتقد أن استمرارك على الزيروكسات وبالتزام شديد ولفترة طويلة سيكون مفيدًا لك فترة طويلة يعني عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة لا تقل عن ستة أشهر، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين مثلاً، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الزيروكسات.

وسيكون أيضًا من الجميل، ومن المفيد أن تدعم الزيروكسات بعقار (سلبرايد) والذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) هو دواء جيد جدًّا للأعراض النفسوجسدية كأعراض القولون والقلق والتوتر، وفي ذات الوقت هو سليم أيضًا.

جرعته هي خمسون مليجرامًا ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

من الضروري جدًّا أن تلتزم التزامًا قاطعًا بتناول الأدوية، لأن الفائدة تتأتى بعد أن يكتمل البناء الكيميائي، والبناء الكيميائي لهذه الأدوية لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كانت هنالك استمرارية في تناول الدواء.

لا تنس الطرق العلاجية الأخرى ومنها: ممارسة الرياضة – مهمة جدًّا – تغيير نمط الحياة، أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تتجاهل هذه الأعراض، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء تعتبر تغييرا سلوكيا إيجابيا جدًّا ومفيد (2136015).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً