الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت والقلق دمر حياتي

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ فترة من قلق وخوف غير طبيعي وهلع، لا أنام بشكل مريح، وأنا متزوجة منذ سنتين وليس لدي أطفال، وأعيش بعيداً عن أهلي، أحس بتعب وخمول وضيق في النفس، ذهبت إلى المستشفى وأجريت فحوصات، وطلعت سليمة -ولله الحمد- أشعر بعدم الاستقرار النفسي، ودائماً تراودني فكرة أني سأموت، فهل أنا محتاجة لعلاج نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هشام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من خلال وصفك الجيد لحالتك أستطيع أن أقول لك أنك في الغالب تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يعرف بقلق المخاوف، والذي يميز طبيعة أعراضك ما نسميه بنوبات الهلع أو الهرع الخفيفة والبسيطة، وهي التي تعطيك هذا الشعور بعدم الارتياح في النوم، افتقاد الاستقرار النفسي، فكرة الخوف من الموت تسيطر عليك بصورة وسواسية.

أيتها الفاضلة الكريمة: بالطبع من الأفضل أن تقابلي الطبيب النفسي، هذه الحالة بسيطة، وأنت محتاجة بالفعل لعلاج نفسي، فإن قابلتي الطبيب النفسي هذا هو الأفضل، وإن لم تستطيعي أرجو أن تتبعي الآتي:

أولاً: حالتك بسيطة، وهي ليست عضوية، هي حالة نفسية بسيطة، ونعتبرها ظاهرة أكثر مما هي مرض.

ثانياً: هذه الحالة تقاوم من خلال التجاهل التام، والآن شرحنا لك ما هي طبيعتها وأنها لا علاقة لها بأي مرض عضوي أو جسدي، فإذن تجاهلها يخفف كثيراً من وطأتها.

ثالثاً: عليك بصرف الانتباه عنها، وذلك من خلال أن تشغلي نفسك بمتطلبات الحياة المختلفة، تضيف إضافات إيجابية لحياتك من خلال نمط الحياة، مثلاً الاجتهاد في المشاركات الاجتماعية، والاهتمام بأمر البيت والزوج، والانضمام إلى مراكز تحفيظ القرآن، ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يساعدك كثيراً في رفع كفاءتك النفسية مما يقلق من هذه المخاوف.

رابعاً: هنالك تمارين الاسترخاء نعتبرها جيد جداً لعلاج هذه الحالات، وهي ستفيدك كثيراً بإذن الله.

خامساً: تحقير فكرة القلق، وأن تكوني إيجابية، وبالنسبة للخوف من الموت أعتقد أن هذه الجزئية قد يفهمها البعض خطأ، الخوف من الموت يأتي لجميع الناس، لكن حين تكون الفكرة مستحوذة وملحة ومسيطرة هنا نعتبرها فكرة مرضية، وهنا يجب أن تحقر أو يحقر الجانب المرضي فيها، وهو مطلوب في مثل حالتك من وجهة نظري، الموت والحياة بيد الله تعالى، والخوف من الموت لا يزيد عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه، وهذا النوع من الخوف الذي يأتيك هو نوع من الخوف القلقي وليس أكثر من ذلك، وكوني حريصة على الأذكار، هذه -إن شاء الله تعالى- فيها فائدة عظيمة.

بالنسبة للنوم: من الضروري جداً الالتزام بأذكار النوم، وتتجنب النوم النهاري، وقد ذكرت لك ضرورة ممارستك للرياضة، وتجنب شرب الشاي أو القهوة في المساء، وكوني حريصة على تثبيت وقت النوم ليلاً.

العلاج الدوائي مطلوب في حالتك، وهنالك أدوية بسيطة طبية فعالة، منها عقار يعرف باسم سبرالكس، والجرعة المطلوبة أن تبدئي بنصف حبة يومياً أي (5غ) تناوليه ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعليها حبة كاملة ليلاً، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو دواء سليم وبسيط وغير إدماني، ولا يسبب أي اضطرابات في الهرمونات النسوية، وبالطبع إذا ذهبت إلى الطبيب فقد يختار هذا الدواء أو أي دواء آخر، وكلها -إن شاء الله تعالى- مفيدة.

جزاك الله خيراً، وبارك فيك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً