الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان مستمر، وأخاف أن يأتيني عند قيادتي للسيارة، أفيدوني؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جدا على الموقع إسلام ويب الذي يعمل على مساعدات الناس وغيرها، وجزاكم الله خيرا.

سؤالي هو: أنا لا أدري هو نفسي أم عضوي، وأريد منكم الإجابة، -جزاكم الله خيرا-.

قبل سنتين حصلت لي مشكلة عاطفية، وبعدها أتاني خفقان بقلبي شديد، وذهبت إلى أقرب مستشفىً، وتمت الفحوصات، - والحمد لله- كلها سليمة، وبعد الخروج من المستشفى، كنت أفكر كثيرا، لماذا أتاني هذا حتى سار الموضوع عندي يتكرر، وأصبحت حالتي نفسية شديدة، وكنت أتردد كثيرا على الأطباء، وكانت النتيجة سليمة- والحمد لله- علما أنه كان يأتيني الخفقان في كل الأوقات، وكنت خائفا أن يأتي فجأة وأنا مع أصحابي، أو مع أهلي كنت أكره السفر بسيارة لوحدي حتى أتتني هذه الحالة السيئة.

سؤالي: تم فحص القلب أكثر من مرة -والحمد لله- سليم، والخفقان مستمر معي حتى لا أقدر أن أعيش حياتي مثل الناس الطبيعيين أفكر كثيرا الأشياء التي عملتها هي:

تخطيط القلب (رسم القلب) إيكو، - نشاط الغدة الدرقية، كلها سليمة -لله الحمد-.

ربما حالتي تكون عينا أو حسد مثلا، أرجو منكم الإجابة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohmmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن العين حق، والحسد موجود، لكن لا أعتقد أن حالتك سببها هذا، وهذا بالطبع لا يعني ألا تحصن نفسك بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء.

حالتك أيها -الفاضل الكريم- هو ما نسميه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف يظهر في شكل أعراض نفسية وجسدية، وأكثر الأعراض الجسدية تكون متمركزة حول القلب.

سرعة ضربات القلب وزيادتها تنتج من زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، من خلال تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، ويكون المحرك الأساسي لذلك هو القلق.

الخوف من الأمراض، الضيق، ضعف التركيز، الشعور بشيء من الكدر، هذه كلها إفرازات ثانوية لحالة قلق المخاوف الذي تعاني منه.

أنا أؤكد لك أن حالتك بسيطة جدًّا، وهي نفسية في المقام الأول، وفحوصاتك كلها سليمة، ونحن حقيقة في الطب النفسي الحديث لا نشخص الحالات مثل هذه من خلال انتظار أن الفحوصات سليمة، هي في الأصل حالة نفسية إذا طبقنا المعايير التشخيصية الصحيحة، لكن إجراء الفحوصات هو أيضًا أمرًا محمودًا لأنه يطمئن الإنسان، بشرط ألا تتنقل بين الأطباء.

فما قمت به هو إجراء صحيح، والفحوصات ممتازة، فأرجو أن تطمئن، وأنا من وجهة نظري أكرر لك أن حالتك في الأصل نفسية حتى وإن لم تقم بهذه الفحوصات، حتى من الناحية النفسية هي من الحالات البسيطة.

الوضع الأمثل: كما ذهبت إلى أطباء الباطنة والقلب هو أن تذهب إلى الطبيب النفسي. هذا ليس فيه أي نوع من الوصمة أو العيب، على العكس تمامًا: الطب النفسي هو أحد الأفرع المحترمة والمتميزة في الطب، وهنالك الآن آليات علاجية كثيرة. هذا هو الأفضل والأمثل.

أما إن لم تستطع الذهاب، فأنا أقول لك: حاول أن تتجاهل هذه الحالة تمامًا، اصرف انتباهك عنها، وذلك من خلال أن تدرك وأن تتذكر ما ذكرناه لك، وأن تشغل نفسك في عملك، وأن تواجه مصادر قلقك، فالتعريض هو من أفضل وسائل العلاج، أن تمارس الرياضة، وأن تطبق تمارين الاسترخاء التي نشير لك بها في الاستشارة رقم (2136015).

وأخيرًا توجد أدوية فعالة وسليمة ومجربة، من أفضلها العقار الذي يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (استالوبرام)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناولها.

بجانب السبرالكس هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال) هو دواء بسيط جدًّا، يتحكم تمامًا في الأعراض الجسدية خاصة الخفقان، وجرعته المطلوبة هي عشرة مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك تتوقف عن تناول الدواء.

أرجو أن تطمئن تمامًا لحالتك، وأن تصرف انتباهك لما هو مفيد، وأن تركز على دراستك، ولا شك أن التواصل الاجتماعي، وتطوير المهارات، والتزود بالمعرفة هي من الأشياء الإيجابية جدًّا، التي إذا لجأ إليها الإنسان سوف يتحول قلقه من قلق سلبي إلى قلق إيجابي يحسن من دافعيته من أجل أفضل مستويات الإنجاز في الحياة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً