الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضت منصبا رفيعا بسبب الرهاب والرجفة التي تنتابني.. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابة متزوجة منذ 4 سنوات، ولم يحدث حمل أبدا، أعاني من الرهاب الاجتماعي، (يرتجف جسمي وبصورة واضحة، ومخجلة بدون سبب كاستلامي لراتبي، أو الكلام مع مسؤولي، أو عندما أمشي وسط جمع من الناس، والأكل أمامهم).

وأنا بطبيعة عملي كمهندسة أتعرض لهذه المواقف كثيرا، أرجو مساعدتي لأني رفضت منصبا رفيعا بسبب تلك المشكلة؛ راجية مراعاة الأدوية ألا تكون تؤثر على إمكانية الحمل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.

حالة الارتياب الجسدي عند المواجهات الاجتماعية دليل على وجود درجة بسيطة مما يسمى بالرهاب الاجتماعي الظني، وأنا أود أن أطمئنك حول شيء واحد؛ لأنه مهم وضروري، وهو أن تصورك للأعراض، والطريقة التي تصورين بها الأعراض شديدة ومجسمة، هذا ليس حقيقة الخوف، إنما هو زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي هو الذي يعطيك هذه المشاعر، لكنها في حقيقة الأمر أقل بكثير مما تحسين به، لذا لا يشعر بها الطرف الآخر.

كثير من الذين يعانون من الخوف الاجتماعي أحد صعوباتهم الرئيسية هي اعتقادهم الجازم بأنهم يرتجفون ويتصببون عرقا أمام الآخرين، هذا الأمر ليس صحيحا، نعم هنالك تغيرات بيولوجية داخلية نعترف بها، لكنها تجربة خاصة بالشخص غير واضحة للطرف الآخر.

إذن أرجو أن تصححي مفاهيمك حول هذا الأمر، ثانيا: أنت -الحمد لله تعالى- مهندسة ومقتدرة بمحيط العمل ما الذي يجعلك تخافين حين ملاقاة الناس؟ يجب أن تحقري فكرة الخوف ولاتستسلمي لها، وتسعي لإقناع ذاتك أنها فكرة سخيفة والسخيف لا يتم الأهتمام به.

ممارسة تمارين الاسترخاء جيدة جدا لمعالجة قلق المخاوف والرهاب الاجتماعي هو أحد أنواع قلق المخاوف، وبتطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015.

على المستوى الاجتماعي لا بد أن تلعبي أدوارا إيجابية في محيط الأسرة، وحضورك للدروس، والأنشطة الثقافية مساعدة الضعفاء الانخراط في أي عمل خيري أو اجتماعي كما ذكرنا؛ سيكون له مردود ايجابي على صحتك النفسية.

بالنسبة للأدوية أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة وفاعلة وجيدة جدا من أفضلها عقار يعرف باسم سيرترالين هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري هو اللسترال، ويسمى أيضا زولفت، وربما يوجد في العراق تحت مسمىً تجاري آخر، فأرجو أن تسألي عنه تحت مسماه العلمي.

هذا الدواء لا يؤثر مطلقا على الحمل، كما أنه يعتبر دواءً سليما في أثناء الحمل، لكن بالطبع إذا حدث حمل يفضل التوقف عن جميع الأدوية في مراحل الحمل الأولى أي فترة تخليق الأجنة، جرعة السيرترالين المطلوبة هي أن تبدأي بنصف حبة أي 25 بعد الأكل يوميا ليلا لمدة 10 أيام، بعد ذلك ارفعيها لحبة كاملة استمري عليها لمدة 4 أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

وهنالك دواء آخر إضافي جيد جدا يعرف باسم اندرال، واسمه العلمي بروبرانلول ،عليك أيضا أن تتناوليه بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر ثم 10 مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله، الإندرال من الأدوية السليمة، إذا حدث حمل أرجو أن تتوقفي عنه أيضا، لكن أؤكد لك أنه لا يعطل الحمل -بإذن الله تعالى-.

أرجو أن تطمئني أيتها الفاضلة الكريمة كوني ايجابية في تفكيرك، وعليك بتغيير نمط حياتك حسب ما ذكرنا لك، وتناول الدواء بالصورة التي وصفناها لك، ونسأل الله أن ينفعك به.

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً