الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهم التاثيرات الجانبية للأدوية النفسية

السؤال

هل ممكن لأستاذنا العزيز والذي أكن له كل التقدير والاحترام أن يوضح لي الآتي؟

1- ما هي وظائف العلاج المسمى علميا باسم سيرترالين يعني هل يقوم بجعل الجسم يثبط أو يفرز هرمونا معينا؟

2- ما هي الأعراض أو التأثيرات الجانبية سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل للعلاج المسمى علميا باسم سيرترالين؟

3- هل للعلاج أي تأثير على العلاقة الجنسية أو وزن الجسم؟ وهل يعتبر إدمانيا أم لا؟

4- ما هي أفضل الأوقات لممارسة تمارين الاسترخاء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا, نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أخي توجد حقيقة عدة أدوية مضادة للاكتئاب, وكذلك القلق والمخاوف والوساوس, ومنها عقار سيرتللين, وهذا الدواء ينتمي إلى مجموعة من الأدوية تعتبر حديثة نسبيا, وتسمى بمثبطات استرجاع السرتونين الانتقائية, أي أنها تثبط استرجاع مادة دماغية تسمى بالسيرتونين, لكن بصورة انتقائية جدا, يعني لا تؤثر على جميع خلايا الدماغ, إنما من خلال التأثير على مثارات عصبية معينة.

فهذا هو التفسير العلمي للكيفية التي يعمل بها السيرتونين، نعم ويثبط الاسترجاع, وهذا يجعل السيرتونين يتوفر في مناطق معينة, خاصة في الفجوة الموجودة ما بين الخلايا, وتوفر هذا المركب العصبي يجعل الأعصاب تكون في حالة نشاط, وتكون ومضاته الكهربائية وكل استشعاراتها سليمة, وبما أن هذه الأعصاب هي في الأصل لها علاقة وثيقة جدا بمراكز العواطف والوجدان عند الإنسان, ومن خلال التأثير عليها وتنشيطها وتفعيلها من خلال توفر هذا المركب العصبي, أي السيرتونين, وهنالك مركبات أخرى أيضا منها النورأدرينالين والدوبامين, وهذه يؤثر عليها السيرتللين لكن بصورة أقل,

فإذن العملية لا تخلو من شيء من التعقيد, لكنها في الأصل نستطيع أن نقول إن الدواء يعوض ويوفر المادة التي يعتقد أن ضعف إفرازها, أو عدم انتظامها, هو الذي يؤدي إلى العسر المزاجي, والمخاوف, والقلق, والاكتئاب, ويعرف أن السيرتونين له عدة جزيئيات قد تصل إلى 8 أو 10 كل واحد من هذه الجزيئيات له وظيفة.

هنالك جزيئيات تعمل فيما يخص القلق, وأخرى تعمل فيما يخص الاكتئاب, وثالثة فيما يخص الوساوس والمخاوف, وهكذا...، هذا بالنسبة للسيرتللين، الأعراض والتأثيرات الجانبية هي كثيرة, لكن بصفة اجمالية هذا الدواء يعتبر سليما جدا, وهذا بجانب فعاليته, كما أنه يعتبر من الأدوية التي لا تؤدي إلى الإدمان أو التعود, وهذا شيء جميل جدا.

التاثيرات الجانبية تختلف من إنسان لآخر, فهنالك القابلية الشخصية بسرعة التأثر بالدواء, وهنالك من لديهم القدرة على المقاومة, ولا يظهر عليهم الأثر السلبي بوضوح، من أكثر الآثار السلبية هو أولا:

هذا الدواء في بداية الأمر ربما يؤدي إلى زيادة في الاسترخاء أو النعاس, هذا في بداية استعماله، بعض الناس أيضا قد يصيبهم شيء من عسر الهضم في بدايات العلاج, هذا ليس من الضروري أن يحدث لجميع الناس, لذا أقول إن تناوله في المساء وبعد الأكل ربما يكون أفضل للتخلص من هذه الآثار الجانبية التي ذكرناها.

الدواء أيضا قد يؤدي إلى زيادة في الوزن, هذا يحدث لدى 50% من الناس, خاصة الذين لديهم تاريخ أسري للسمنة, أي أن الذين لديهم استعداد مسبق لزيادة الوزن هذا الدواء قد يؤدي إلى زيادة في وزنهم, علما أن ذلك مرتبط ارتباطا وثيقا بالجرعة, فمتى ما كبرت الجرعة زاد التأثير.

بالنسبة للسيرتللين أيضا قد يؤثر على الأداء الجنسي لدى الرجال, فهو قد يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي, وهذا بالطبع له فائدة ممتازة بالنسبة للذين لديهم سرعة في القذف، بعض الناس قد تضعف لديهم الرغبة الجنسية بدرجة نسبية, وكذلك الانتصاب أيضا هذا قد يحدث، لكن وجد أن الذين يركزون على أدائهم الجنسي هم أكثر الناس قابلية لهذه الآثار الجانبية, بمعنى آخر أن الأمر أيضا مرتبط بالقلق, ولا بد أن أشير أن هنالك من تحسن أداءهم الجنسي بعد أن تناولوا السيرتللين, وذلك من خلال أن الدواء يزيل القلق والاكتئاب, وهذا يؤدي إلى هذا الأثر الجانبي.

إذن بصفة عامة الدواء له آثار جانبية قصيرة الأمد تحدثنا عنها, وله آثار طويلة الأمد, ومنها زيادة الوزن, والتأثير الجنسي.

بالنسبة للتأثير الجنسي هو مؤقت, حيث أن ذلك يختفي تماما بعد التوقف عن تناول الدواء، كما أن الدواء لا يؤثر على هرمونات الذكورة لدى الرجل، هنالك دراسات حديثة تشير أن هذا الدواء إذا تم تناوله بجرعة كبيرة بواسطة النساء هذا أيضا قد يؤدي إلى افتقاد الرغبة الجنسية بصفة جزئية لدى بعض النساء، الدواء ليس إدمانيا أبدا هذه حقيقة مؤكدة, وهذه إحدى ميزاته العظيمة, كما أنه لا يؤثر على القلب أو الكبد أو الكلى.

بالنسبة لتمارين الاسترخاء أفضل الأوقات لممارسة التمارين هي في الصباح وقبل النوم، أي حقبتين أو جلستين, كما أن الإنسان يمكنه أن يمارسها في أي وقت حين يحس أنه قلق, أو متوتر, أو مقدم على مهمة اجتماعية تتطلب المواجهة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • محمدمحمدسالم

    معلومات في غاية الأهمية

  • أمريكا حياة

    شكرا استفدت

  • مجهول محمد

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً