الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي مصابة بفقر دم وترفض تناول الدواء.. فكيف نتعامل معها؟

السؤال

الوالدة تعاني من فقر دم وصل 7 ونحافة في الوزن 48 وفقدان شهية الأكل، وقولون عصبي، وخفقان يأتي فجأة، وألم من الخلف بين الكتفين ومن الإمام، وكتمة وتنميل، وثقل باليدين، والإقدام، وألم بالعروق مثل جريان الدم، وفي الجنبين، وجانب الصدر، وبرودة بالأطراف، وحالة خوف وتوتر، ودوخة، وانتفاخ بعروق اليدين، ومستحيل تأخذ أي علاج.

فهل يمكن أن تذهب أعراض هذا الوسواس القهري، تذهب للدكتور، لكنها لا تأخذ العلاج، تقول: هذا العلاج يضرني!

ومستحيل تستمر على العلاج، فقط بعض الأيام وتتركه، وتخاف من الموت، ومن المصعد، كذلك.

أرجو الإجابة، وأعتذر للإطالة، وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء، ونشكرك على اهتمامك بأمرها.

الوالدة تعاني من فقر واضح في الدم، وهذا لابد أن يعالج، الجانب النفسي لديها موجود، لكنه ليس أساسيا، أعتقد أنها ربما تعاني من شيء من المخاوف البسيطة، أو لديها مفاهيم خاطئة حول الطب، والعلاج وفائدته، أو ربما لديها درجة من الاكتئاب النفسي ظهر في شكل فقدان للوزن، وعدم أدراك لأهمية العلاج.

المخاوف خاصة المخاوف من الموت تكون في بعض الأحيان جزءًا من الاكتئاب النفسي، والذي أراه أن الوالدة محتاجة لأن تقابل طبيبا يتفهمها ويتقبلها، ويستطيع أن يبني معها علاقة علاجية، وإذا كان لديك طبيب من الأهل أو طبيبة من الأسرة حتى وإن كانت طبيبة عمومية، يمكن أن تتحاور معها أن تقنعها بأهمية العلاج، فالوالدة قطعاً محتاجة لعلاجات تعويضية لتحسين الدم لديها، هي محتاجة لإجراء فحوصات أخرى للتأكد من وظائف الكلى، والقلب، والكبد، وكذلك الهرمونات خاصة هرمونات الغدة الدرقية، ومؤشرات الاكتئاب من وجهة نظري ربما تكون موجودة وواضحة، وفي مثل هذه الحالة يمكن بعد ذلك التفاهم مع طبيب مختص في الطب النفسي، وسوف يقوم بوصف العلاج اللازم لها.

والأدوية المضادة للاكتئاب، والمخاوف كثيرة جداً، وهي سوف تتحسن على دواء واحد متى ما أخذت بالجرعة الصحيحة والمطلوبة، وهذا يتم من خلال بناء الثقة، إذن تخيري شخصا واحدا، وأفضل أن يكون طبيبا من الأسرة، وإذا لم يوجد طبيب، فأي شخص له تأثير عليها، من أخواتها وقريباتها وصديقاتها، أو أحد الداعيات أن يستفاد منها لتحضر، وتزورها وتساندها، وفي الزيارة الثانية، والثالثة يمكن أن تعرض عليها أمر الذهاب إلى الطبيب.

هنالك طرق كثيرة جداً يمكن من خلالها مساعدة الناس، وهذه من الأساليب الجيدة والناجحة، فأيتها الفاضلة الكريمة واصلي مشوارك مع والدتك، واهتمامك بها هو نوع من البر، نسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر فلا تتضايقي أبداً، وفي نهاية الأمر إن شاء الله تعالى سوف تقتنع بأهمية العلاج الذي سوف تتناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً