الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر في دراسة الطب، أم أدرس مجالا آخر..أشيروا علي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحتاج المساعدة في موضوع دراستي؛ لأني وصلت لمرحلة لا أعرف أقرر هل أكمل مجالي أم لا ؟ حيث أني أدرس الطب، ورسبت هذه السنة، مع العلم أني درست السنة الأولى في منطقة، ورجعت وعدتها مرة ثانية؛ لأني نقلت من منطقة لأخرى، وكنت ناجحة اضطررت أعيدها، ودرست سنة أولى وثانية، ثم تأخرت الدراسة بسبب المشاكل الدولية، ثم اختبرت ورسبت في مادة، لا أعرف هل أعيد السنة أم أوقف؟ وأدرس مجالا آخر؛ لأني أنا مغتربة في منطقة بعيدة عن أهلي ومستصعبة أن أعيد السنة.

أحس أني أريد أرجع في أقرب وقت ممكن للسكن مع أهلي، لكني خائفة من لوم المجتمع لي إذا غيرت المجال، وكلام الناس لا أعرف ماذا أعمل؟

أحتاج المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jome حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.

لقد عاد بي سؤالك لسنوات مضت عندما كنت أسأل نفسي أحيانا فيما إذا كان علي أن أتابع دراسة الطب، أم أنقل لشيء آخر، فما تمرّين به يمر به الكثيرون سواء تكلموا أو لم يتكلموا فيه، -ولله الحمد- فقد تابعت دراسة الطب، وتخصصت في الطب النفسي، وها أنا هنا أحاول الإجابة على تساؤلاتك. وقد قمت خلال السنين بالعمل الإغاثي الطبي النفسي في غزة، والضفة، ولبنان، وكشمير، والصين، وتونس، وليبيا، والآن مع الضحايا السوريين في لبنان، وأحمد الله على هذا الفضل.

طالما أنك دخلت هذا الفرع برغبتك أصلا، فالأولى أن تتابعي لأسباب كثيرة كحاجة بلادنا، ومنها اليمن، للكثير من الأطباء للارتفاع بمستوى الرعاية الصحية لأهلنا، وخاصة وجود الطبيبة المرأة، حيث هو فرض عين عليها في بعض المواضيع الطبية.

ولا تنسي أن اليمن مرت في أوقات صعبة خلال العام الماضي، وهذا _أعانكم الله وخفف عنكم- هذه الظروف لاشك أثرت فيك، كما أثرت في الكثيرين، وجيد منك أنك تابعت شيئا من الدراسة في هذه الظروف الصعبة جدا.

لا تجعلي مجرد الشوق لأسرتك وبيتك يؤثر كثيرا في قرارك، وخاصة وأنت تواجهين بعض الصعوبات والتحديات، فقد تعودين لأهلك وبيتك، وماذا بعد تلك العودة، لاشك أنك ستندمين وتلومين نفسك.

أنصحك بالاستمرار، ومتابعة الطريق الذي اخترته لنفسك، وهنا لابد من التحلي بالصبر والمثابرة، وبذل الجهد والتعب، وأنا أتوقع بعد سنة من العمل الجاد والمستمر أن الطريق سيصبح أسهل عليك، وستجدين من نفسك همة عالية للعمل والتحصيل الممتاز.

إذا تطلب الأمر إعادة السنة، فلنكن، متذكرين بأن الفترة الماضية كانت صعبة على الجميع، والناس سيقدرون هذا، وأنت لاشك قادرة على اجتياز هذه المرحلة، وإلا لما كنت وصلت لكلية الطبّ.

وفقك الله، ويسّر لك السبيل، وجعلك من الطبيبات المتفوقات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً