الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل السبرالكس أحسن في علاج المخاوف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ صغري وأنا أعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، وعندي خوف مبالغ فيه، لا أعلم سببه، وكان عندي خوف من الشرطة، ومن زملاء المدرسة، ومن حيوان الجمل، وكانت التربية لدينا بدوية قاسية، ودينية قاسية، وكلتاهما تخويفية (أي إذا فعلت أمرًا معينًا فسوف يحصل لك مكروه معين وهكذا)، كنت أحب أحلام اليقظة بشكل كبير، والسرحان في عالم الخيال.

حصلت لي مواجهات مخيفة كثيرة في حياتي، وأذكر منها أنني من شدة الخوف سقطت على قدمي، فلم أستطع الحراك.

تزوجت وعمري 26 سنة، وبعد سنة حصلت لي نوبة ذعر شديدة لمدة 10 دقائق، وبعدها تغيرت حياتي بالكلية، وأصبت باكتئاب وخوف داخلي ونوبات ذعر متكررة لمدة سنة، ثم وسواس قهري فذهبت إلى الطبيب، وأعطاني بروزاك 3 حبات لمدة سنة ونصف، وكان مهدئًا وليس علاجًا، وغيرت إلى سيروكسات، وكان أفضل بكثير، ولكن نوبات الذعر التي تأتيني بقيت، عندما أريد الذهاب خارج المنزل، وخاصة عندما أريد الذهاب إلى أماكن بعيدة وحدي.

سمعت عن دواء السبرالكس، وأعجبني ما سمعت، خاصة أنه أدق في عمله الكيميائي وأقل أعراضًا جانبية، ويقضي على الخوف الذي أعتقد أنه سبب مشاكلي.

السيروكسات يسبب لي الخمول، والكسل، والضعف الجنسي، وزيادة الوزن، وقد قال لي طبيب: إن لدي قولونًا عصبيًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

حالة المخاوف التي تعاني منها كما ذكرت وتفضلت: إن تجاربك وخبراتك في أثناء الطفولة قد تكون انعكست عليك، وكونت هذه المخاوف، والوسواس القهري قد يكون مصاحبًا للمخاوف، وكلها حقيقة هي أنواع من أنواع القلق، وهنالك ملاحظة مهمة وهي: أنك تجد صعوبة في الخروج من المنزل وحدك، وتحس بالأمان حين تكون داخل المنزل، أو تخرج برفقة أحد هذا ما فهمته، وهذا نسميه رهاب الساحة، ورهاب الساحة كثيرًا ما يكون مرتبطًا بنوبات الهلع والفزع.

إذن حالتك هي بصفة عامة حالة قلقية، تتسم بوجود المخاوف والوساوس، أما الاكتئاب الذي تحدثت عنه فهو - إن شاء الله - حالة بسيطة، وهو يعتبر إفرازًا، أو ثانويًا لحالات القلق والمخاوف التي حدثت لك.

أنا أرى أنه من المهم جدًّا أن تركز على العلاج السلوكي، فالعلاج السلوكي يتمثل في تحقير هذه المخاوف, والتفكير بصورة إيجابية، وأن تخرج من المنزل أربع إلى خمس مرات في اليوم بقصد العلاج، والذهاب إلى العمل هذا أعتبره نوعًا من العلاج، وحاول أن تغير طريقك من البيت إلى مكان العمل، لا تسلك نفس الطريق دائمًا حتى تخرج من النمطية والرتابة، وهذا له تأثير إيجابي جدًّا على نوبات الخوف، أو رهاب الساح.

مهما يأتيك من خوف قاوم, وقاوم، وسوف تجد في نهاية الأمر أن الحالة قد أصبحت أفضل كثيرًا، ممارسة الرياضة أيضًا لها فائدة كبيرة، فكن حريصًا عليها، ولا بد أن تكون عندك خبرة في تمارين الاسترخاء، فأرجو أن لا تهمل تطبيقها فهي مفيدة جدًّا، وانظر (2136015).

الأدوية متقاربة لدرجة كبيرة، والزيروكسات بالفعل يعتبر أفضل من البروزاك في علاج مثل هذه الحالة، لأن مكون المخوف واضح أنه أقوى من مكون الوساوس، حيث إن البروزاك فاعليته أقوى في علاج الوساوس.

السبرلكس أتفق معك أنه دواء جيد جدًّا أيضًا وفاعل، وقد استفاد منه الكثير من الناس، فليس هنالك – أخي- ما يمنع أن تبدأ بتناوله، والانتقال من الزيروكسات إلى السبرلكس سهل جدًّا، فإذا كنت تتناول حبة واحدة من الزيروكسات فاجعلها نصف حبة لمدة أربعة أيام، ثم ابدأ في تناول السبرلكس بجرعة 10 ملي جرام، وبعد أسبوع توقف عن الزيروكسات، واستمر على السبرلكس على نفس النمط لمدة شهر، بعد ذلك ارفع السبرلكس فاجعله 20 ملي جرام, وهذه الجرعة يمكنك أن تستمر عليها لمدة 6 أشهر على الأقل، بعدها يمكن أن تخفض الجرعة إلى 10 ملي جرام يوميًا، وهذه قد تحتاج أن تستمر عليها لمدة عام على الأقل.

أخي: من حيث الآثار الجانبية فالسبرلكس لا يؤدي إلى خمول أو كسل، وكثير من الناس يفضل تناوله في فترة النهار، لكن إذا حصل لك استرخاء زائد فيمكن أن تتناوله ليلاً، موضوع الضعف الجنسي حوله الكثير من اللغط والآراء المختلفة، ومن المؤكد أن السبرلكس ربما يؤخر القذف المنوي، وبعض الناس قد يشتكي من صعوبات جنسية بسيطة، ولكن هناك من تحسن أداؤه الجنسي بعد أن تناول السبرلكس، وانقشع عنه الخوف والاكتئاب، إذن العامل النفسي أيضًا قد يكون له دور أساسي في موضوع العلاقة ما بين هذه الأدوية والأداء الجنسي.

زيادة الوزن تتفاوت من إنسان إلى آخر، ولا يزيد الوزن أكثر من الزيروكسات، وإذا اتبعت الوسائل المعروفة، وهي ممارسة الرياضة، وضبط النظام الغذائي فأعتقد أن الوزن يمكن التحكم فيه من خلال هذه الآليات بصورة جيدة جدًّا، فالرياضة لا شك أنها سوف تفيدك في موضوع القولون العصبي، وإذا كان القولون العصبي متعب جدًّا لك فلا مانع أيضا من أن تتناول عقار فلوبنتكسول لفترة قصيرة، تناوله بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين مثلاً، وقوة الحبة هي نصف ملي جرام، وبعد ذلك يمكن أن تتركه، وتتناوله عند اللزوم، واجعل السبرلكس هو العلاج الدوائي الرئيسي بالنسبة لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً