الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة التفكير أوصلتني إلى أن أفكر في تناول المخدرات!

السؤال

السلام عليكم..

عندي مشكلة كبيرة هي التفكير الكثير, فأنا شاب مصري عمري 16 سنة, مشكلتي ومشكلة أخواتي هي التفكير الكثير, أنا مثلا لو ذهبت لأشتري شيئا من عند البقال أفكر كيف لي أن أكلمه, ولو رد علي بشيء أرد عليه بـ.... ماذا؟ وأحيانا لما أكلم شخصا ما كلاما أقول في نفسي لم تكلمت بهذا الكلام؟ يعني لا أثق بكلامي, وكثرة التفكير تسبب لي نسيانا قويا, يعني قد أعمل شيئا أو أتكلم كلاما لكن سرعان ما أنساه.

وعندي مشكلة ثانية وهي: أني دائما يخطر على بالي وأفكر كثيرا في هذه الحياة وأقول: لم أعيش في هذه الحياة؟ وما معنى هذه الحياة؟ وهذا ما يسبب لي المشاكل, فمثلا عندما أضحك تأتيني هذه الأفكار فأحزن, وأيضا لما أعمل شيئا إيجابيا تأتيني أفكار أنك لن تستطيع فعل هذا الشيء, وأن هذا الشيء سينتهي, وأنك ما زلت صغيرا, فيتشتت عقلي بعدها.

ودائما آكل الجلد الذي تحت أظافري, وكذلك آكل شفتي, حتى أصبح منظر يدي سيئا, وهذه العادة أيضا موجودة عند أخواتي.

ودائما توجد مشاكل بيننا, وكل واحد لا يعجبه شيء, أنا دائما أحب أن أتكلم مع الكبار لأني أستريح نفسيا معهم, ولا أستريح مع الذين هم في عمري؛ لأن الكبار عقلهم كبير, وعندهم خبرات في الحياة.

أ حيانا تأتيني رغبة أن أشرب المخدرات, أو أشرب السجائر حتى أريح دماغيمن كثرة التفكير!!

أتمنى أن تصفوا لي حالتي هذه, وأن تصفوا لي الدواء المناسب لعمري.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

أنت تعبر عن حالة من حالات القلق التي تحدث لبعض الشباب في عمرك, سوء التركيز وأنك تحس أنك قد أخفقت في المواقف الاجتماعية, والصور الذهنية المتكررة التي توثقك في التفكير فتحس فيها بالتشتت, وما يأتيك أيضا من أفكار مثل لماذا أنا عائش, وما معنى هذه الحياة, هذه كلها أفكار وسواسية سلبية, وهي أيضا مرتبطة بالقلق.

القلق في مثل عمرك يتم التخلص منه من خلال تنظيم الوقت لأنه مهم جدا للإنسان, لا بد أن تخصص وقتا لراحتك, تخصص وقتا لدراستك, تخصص وقتا للترفيه عن نفسك بما هو طيب ومشروع, وممارسة الرياضة تعتبر مهمة جدا, وأنت أيضا بحاجة لأن تصاحب الأفاضل من الناس.

أنت ذكرت كلاما خطيرا جدا في نهاية رسالتك, ذكرت أنك دائما تصاحب من هم أكبر منك, لا أقول لك هذا ممنوع, لكنه قد لا يكون أمرا جيدا في جميع الحالات, الإنسان يتعلم من أنداده ويرتاح أكثر لمن هم في عمره, ولا مانع من التواصل مع الكبار حسب المقام والموقف, وما ذكرته حول التفكير في التدخين وتناول المخدرات هذا تفكير محزن, لا يليق أبدا بشاب مسلم أمامه تطلعات, أمامه آمال كبيرة في الحياة, أما أن تفكير في هذه المدمرات فهذا حقيقة فكر يجب أن تبتعد عنه, هذا لعب بالنار, هذه منطقة حمراء لا تدخلها أبدا.

فكر في نفسك بطريقة أفضل, وأهم شيء هو أن تكون لك زمالة وصداقات جيدة, ولا بد أن تحافظ على الصلاة, وتتعلم كيف تتلو القرآن, هذا يحسن من تركيزه, ويزيل هذه الأفكار القلقية والوسواسية ويزيل التشتت.

وبالنسبة لإخوتك تعامل معهم بالتي هي أحسن, الأخوة ليست بالأمر السهل, الشجار والتنافر ما بين الأرحام أمر لا نقره أبدا, ويجب أن تكون هنالك محبة ومودة وتقدير, أريدك أن تبدأ دائما من البدايات الطيبة والإيجابية حتى ولو كان إخوتك ينفرون, أو تسمع منهم بعض الكلمات الجارحة, لكن أنت حين تكون قدوة ومثالا طيبا وتعاملهم بصورة محترمة ومسؤولة؛ أنا متأكد أن هذا سوف يؤدي إلى تغيير كبير في سلوكهم, وفي نفس الوقت تحس أنت بالإرتياح والرضا, وهذا أمر مهم وضروري جدا.

أرجوا أن تنتهج هذا المنهج, وأنت لست بحاجة للعلاج الدوائي إذا أخذت بهذه التوجيهات البسيطة, إن شاء الله تعالى يصلح أمرك, وأرجوك أيضا أن تتواصل مع مربِ الفصل من أجل المزيد من الاسترشاد, إمام المسجد أيضا يعتبر مربيا مهما جدا لمن هم في عمرك, تواصل مع إمام مسجد الحي, أو أيا من المشايخ الذين تثق بهم, هذه الأمور التربوية مهمة جدا.

وعليك أن تكثر من الاطلاع, القراءة لما هو جيد ومفيد, هذا يحسن تركيزك, ويقوي فكرك, ويقوي حجتك أمام الآخرين, وفي ذات الوقت يساعدك حتى أن تكون متفوقا في دراستك, ضع هدفا لهذه الحياة, واسع للوصول لهذا الهدف واجتهد.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

وبالله التوفيق وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً