الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت ثقة أهلي بتعرفي على شاب عن طريق النت..فكيف أعيدها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أردت أن أعرض عليكم مشكلتي لعل وعسى أن أجد الحل عندكم.

مشكلتي بدأت منذ تعرفي على شخص أحببته عبر الانترنت، أنا أعرف أن الذي فعلته لم يكن شيئا جيدا، وأني أغضبت رب العالمين، وأنا نادمة على ما فعلته، والله أعلم بي.

مشكلتي ليست هنا، مشكلتي أني فقدت ثقة أهلي بي، بدؤوا لا يثقون بأي شيء أفعله، ولا بد أن يتأكدوا، حتى إنهم أخذوا مني كل شيء حتى الجوال المحمول أخذوه مني، وأنا لم أخبر صديقاتي بما حدث لي عندما سألنني عن جهازي النقال، ولكنهن بدأن يستغربن الأمر.

أريد أن أرجع ثقة أهلي بي مجددا، لكني لا أعرف ماذا أفعل؟ طلبت منهم أن يعطوني جهازي، لكنهم لا يردون علي ويرجعون ويذكروني بما فعلته.

هل هناك شيء ممكن أن أفعله حتى أرجع ثقة أهلي بي، وأرجع معاملتهم الطبيعة لي؟

وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونشكر لك حسن العرض للمشكلة، ونحب أن نبين لك أن ثقة الأهل تحتاج إلى بعض الوقت، فليس هناك داع للانزعاج، وعليك أن تُثبتي لهم أنك أصبحت جادة وحريصة على مصلحتك، ولا تحاولي فعل أي أمر من وراء ظهورهم، فإن أقرب الناس إليك هم الوالد والوالدة والأسرة، والإنسان ينبغي أن يتواصل مع أسرته، وتجتهدي في المحافظة على نفسك.

اعلمي أن هذا العالم – الشبكة العنكبوتية – لا يخلو من الذئاب، والفتاة العاقلة تحرص على صيانة نفسها، وتبتعد عن مواطن الشبهات، ونعتقد أن ثقة الأهل أمر يمكن للإنسان أن يُعيده، وأن يناله أولاً باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ثم بصدق التوبة، ثم بإظهار ما عندك من عقل ونضج وحسن تصرف، ثم بالصبر على الأهل، وأرجو أن تتعاملي مع أقرب الناس إليك، وتعرضي المعاناة التي بدأت تظهر معك من استغراب الصديقات، وسؤالهنَّ عن النقال الخاص بك، لأن هذا سيجعل الوالدة تتفهم المعاناة التي أنت فيها، وحاولي دائمًا أن تؤكدي لهم أن ما حصل كان خطأً، وأنه لا يمكن أن يتكرر، وأظهري لهم التأسف بعد توبتك إلى الله تبارك وتعالى.

نريد أن نقول: إن الثقة أيضًا تحتاج إلى بعض الوقت، فعليك بالصبر، وعليك كما قلنا بإظهار ما وهبك الله من عقلٍ ونضجٍ وحسن تصرفٍ، لأن هذه هي الأمور الأساسية التي تعيد ثقة الأهل في أبنائهم، وهذه قد تحتاج إلى بعض الوقت، فليس هناك داع للانزعاج من هذه المسألة، واحمدي الله تبارك وتعالى الذي أنقذك في بداية هذا الطريق، ولم تدخلي في هذا النفق المظلم، وأرجو أن يكون في الذي حصل دروسا مفيدة بالنسبة لك، فإن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين.

العاقلة من اتعظت بغيرها، وندعوك إلى تقوى الله تبارك وتعالى، ثم كثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ثم الاهتمام بدراستك، واحرصي على أن تكوني في صحبة الصالحات من الزميلات، فإن العاقلة تحشر نفسها مع صديقات الخير والفاضلات، والإنسان يستفيد من الجليس من جليسه الصالح، تستفيد الفتاة من أختها الصالحة فوائد عظيمة جدًّا، فاحرصي على ذلك، وهذا أيضًا جزء من الحل والعلاج للأزمة، والمشكلة التي أنت فيها، فإذا وجدوك مصلّية تائبة راجعة إلى الله تبارك وتعالى حريصة على الدراسة، حريصة على تجنب أي أمر يدعو إلى الريبة، فإنه بذلك ستعود ثقتهم فيك.

ندعوك أيضًا إلى التخلص من الأرقام والإيميلات التي كانت بحوزتك، لأن هذا أيضًا دليل على صدق التوبة، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نكرر شكرنا على تواصلك مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد ثقة الأهل فيك، ولا مانع من أن تحاوري العقلاء والفضلاء منهم، واطلبي منهم أن يضعوا لك ما شاءوا من الشروط في التعامل مع هذا الجهاز، بحيث لا يستخدم إلا في الأمور الضرورية.

أما بالنسبة للنت فيجب أن يكون في مواطن مكشوفة في الصالات، ويجب أن تحذر الأسرة طريقة التعامل مع هذه الأجهزة، وحبذا لو كان هناك برنامجا جماعيا للمشاهدة، حتى نضمن البُعد عن المواطن المشبوهة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعيد ثقة الأهل فيك، وقبل ذلك نسأل الله أن يتوب عليك، وأن يعينك على الثبات والسداد.

أسعدني أنك أدركت بعقلك ونضجك أن ما حصل لم يكن صحيحًا، فالإنسان يتجنب كل أمر يُغضب الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ايه

    والله صح بس النفسيه تعبانه

  • سوريا ريهام سورية

    تمام تمام

  • جنوب أفريقيا عاشه

    شكرااا لكم علي نصائح .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً