الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يعاني من اضطراب في النوم، وكثرة الكوابيس، فما التشخيص؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد الاستشارة في مشكلة زوجي، وهي الاضطراب في النوم وعدم القدرة على النوم أكثر من 3 ساعات متواصلة.

في فترة الإجازة الصيفية الحالية كنا مسافرين، وكان يسهر إلى الصباح، وعندما رجعنا لم يستطع أن ينظم نومه.

فينام الساعة 2 أو ال 3 فجرا، ويستيقظ الساعة 6 صباحا، ولا يستطيع العودة إلى النوم، فيذهب إلى النادي ويجهد نفسه، ويرجع ينام فترة الظهيرة بمعدل 2 - 3 ساعات.

زاد توتره العصبي وانفعاله، وأخبرني أنه يعاني من الكوابيس أثناء النوم، ولا أعرف ما الحل لكي يعود إلى النوم الطبيعي.

في الفترة الحالية أصبح معدل ممارسته للرياضة مرتين في اليوم.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم شيخة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

النوم عادة هو حصيلة أمور متعددة في حياتنا، سواء في صحتنا الجسدية، أو حالتنا النفسية، وطبيعة مشاعرنا خلال النهار ... وعندما يضطر النوم ففي الغالب هناك سبب وراء هذا الاضطراب، سواء أدركناه أو لم ندركه، وفي كثير من الحالات قد لا ندرك سبب هذا الاضطراب.

ويوجد عادة في موضوع النوم ما يسمى "النوم المعقـّم" وهي عبارة عن مجموعة من السلوكيات والشروط التي يمكن أن نقوم بها من أجل نوم هانئ.

ومنها مثلا ظروف غرفة النوم من ناحية الإنارة والضوضاء والحرارة أو البرودة، وأن لا يكون سريرنا مكانا للعمل وتفحص الإيميلات...، وأن نكون في حالة مناسبة للنوم كساعة النوم واتباع روتين معين لأن جسمنا يصبح معتاد على ساعة معينة للنوم والاستيقاظ، وهذا الروتين يضطرب عادة في حال السفر الطويل مما يغيّر نمط النوم وروتينه، مما يجعل جسمنا يضطرب فيصبح ليله نهار ونهاره ليل، ويحصل هذا خاصة في السفر الطويل إلى بلد تختلف ساعتها عن بلد الإقامة، حيث يكون الفرق في التوقيت بين البلدين ما يقارب 8-12 ساعة كالسفر للقارة الأمريكية مثلا.

وعندما يعود المسافر لبلده يجد أن نظام جسمه في النوم قد اختلف واضطرب، ولعل هذا الذي حصل مع زوجك عند سفركم هذا الصيف.

ولو كان هذا الذي قد حصل مع زوجك، فالحل سيكون في محاولة العودة لنظام نومه المعتاد ولكن بالتدريج، وبحيث يقترب فدر الإمكان لساعات النوم المعتادة عنده، وكل هذا لندرّب جسمه من جديد على نظام النوم المناسب له.

وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يصف الطبيب دواء يساعد على النوم، إلا أني لا أنصح كثيرا بهذا لأن الأدوية المنومة هي في العموم من الأدوية التي يمكن أن يعتاد عليها الإنسان، فلا يعود يستطيع النوم إلا بها.

طبعا أقول هذا في حال ليس هناك عنده ما يشغل بال هذا الزواج، أو انشغاله بأمر يأخذ عليه كل اهتمامه وتركيزه، وفي غياب أي مرض جسمي يجعله غير مرتاح أو مطمئن في نومه.

أدعوه تعالى أن يريح زوجك، وأن يطمئن بالنوم الهانئ، ولاشك أن هذا يجعلك أيضا تطمئنين لنوم هانئ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً