الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني العصبية من الزائدة، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابعت ما عرضتم من استشارات, وما قدمتم من مساعدات، أطال الله بأعماركم, وأنا أعاني من مشكلة, أعاني العصبية من الزائدة، ولكن عندما أكون على وضعي الطبيعي الجميع يحبونني, وأكون حنوناً على من حولي, وأسعدهم بكل ما أستطيع فعله, ولكن عندما تأتيني عصبيتي أنقلب وأجرح ممن حولي, وعندما أهدأ أندم على ما فعلت! علماً أني لست كبيراً بالعمر

أفيدوني وأنقذوني, جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف القحطاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
من الواضح أنك تريد سعادتك وسعادة من حولك، ولا شك أن هذا سيعينك على تجاوز ما شكوت منه في رسالتك من الغضب والعصبية، وسيعطيك الحافزية المطلوبة لتحقيق هذا.

إننا عندما نتحدث عن ضرورة ضبط الغضب فنحن لا نقصد طبعاً الكبت الكامل للغضب، فهذا ليس ممكنا أصلاً، لأن الغضب إنما هو عاطفة من عواطف الإنسان، حيث لابد للإنسان الحيّ المتفاعل مع الواقع ممن حوله من أن يشعر بهذا الغضب، وإنما نقصد الوصول إلى حالة من ضبط الغضب والتعامل معه بالشكل السليم من أجل التكيّف المناسب، وبحيث نسيطر عليه وليس العكس، وفي الحديث النبوي "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"

من المفيد معرفة أهم أسباب الغضب والعصبية، وبحيث يستطيع الشخص محاولة الوقاية من حصول الغضب من خلال التعرف على أسبابه، وبحيث يتنبه إليه من أول ما تظهر علاماته الأولى.

من أهم أسباب شعور الإنسان بالغضب: أنه عندما يمنعك أحد أو أي شيء من تحقيق أهداف هامة تريد تحقيقها، فيجعلك هذا تشعر بالغضب الشديد، وعندما يتهجم البعض على الأمور الخاصة بك، وخاصة القواعد التي تتبعها في حياتك وترتاح لها، وعندما تشعر بالتهديد على كرامتك وتقديرك لنفسك فتغضب من هذا الموقف.

يمكن لهذا الفهم أن يفسر كيف أنك مطمئن عادة حيث يحبك الناس، وأنك ناجح في حياتك الخاصة، بينما تغضب عند تفاعلك مع بعض الناس، الذين ربما يقومون بفعل واحدة مما سبق، ولذلك تغضب وتشعر بالعصبية والغضب.

حاول وخلال الأيام والأسابيع القادمة التركيز ليس على الغضب بحد ذاته، واصرف انتباهك عنه، ولكن ركز اهتمامك على مسبباته من تعاملك مع الآخرين، وتعامل الآخرين معك.

حاول أن تتعرف على ما يقوله الناس أو يفعلونه، مما يجعلك تشعر بالغضب، وفكر ما هي الأشياء في هذه المواقف والتي تجعلك في حالة من الغضب.

من خلال الوقت ستلاحظ أنك لم تعد بنفس الحساسية لأقوال الناس وأفعالهم، وبأنك أكثر تحكما بنفسك وبأعصابك، ولا شك أنك تحتاج لتحقيق هذا من الكثير من الصبر وطول البال، ولا شك أن الصلاة والذكر تهدئ الأعصاب، وتدخل الطمأنينة للقلب والروح، بالإضافة إلى بعض الهوايات والرياضة.

حفظك الله من كل سوء، وأراح بالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً