الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتنميل في كامل جسدي حين أذكر الله، فهل هذا مس؟

السؤال

السلام عليكم

منذ أن كنت في الخامسة تقريبا من عمري، عندما أسمع تلاوة خاشعة، لا أستطيع التحمل، وأشعر بأني في جحيم، ولا أستطيع تحمل الخوف الذي ينتابني أبدا، ولا أعرف إن كانت حالتي طبيعية أم لا؟ وكذلك عندما أكون مع مجموعة من الناس أخاف، إلا أنه ليس خوفا زائدا، بل هو خوف عادي جدا.

لقد تجاهلت الأمر لسنوات طويلة جدا، وكنت عندما أناجي الله بصوت منخفض جدا، أشعر بتنميل في جسدي فأتوقف عن ذلك، وأكتفي بأن أناجيه في نفسي.

إلى أن أتى اليوم الذي سمعت خبرا فيه، وشعرت بأنني أريد أن أناجي الله بصوت مرتفع قليلا، ونسيت تماما ما حدث لي في السابق، وشعرت بتنميل في كامل جسدي، وعندما بدأت المناجاة مع الله مع التنميل الذي جاءني - وكل مرة أشعر بالتنميل أتوقف عن ذلك، فيذهب التنميل بسرعة، ولكن قلت في نفسي: بأنني لن أستسلم لأي شيء كان، فالله حافظي حتى من الجن-، فحين بدأت أناجي الله، وأناجي، وأناجي، وأناجي، فجأة مع التنميل سمعت أصواتا تصدر من المطبخ، لأنه كان أقرب غرفة لنظري، وسمعت صوت طقطقة يصدر من داخل حديد الثلاجة، ولكني لم أتوقف، وزاد الصوت وارتفع، وفجأة سمعت الصوت في مكان آخر، مع أن البيت كان يعج بالضجيج، إلا أن الأصوات اختفت، ماعدا تلك الأصوات التي في المطبخ، فتوقفت من فوري، وقرأت آية الكرسي 3 مرات على صدري، فارتحت قليلا، وحمدت الله.

كنت أحيانا عندما أذكر اسم الله، تدمع عيني، ولكن ليس حزنا، لا أدري لماذا؟ وأشعر بأن كلمة (الله) ثقيلة علي جدا، وأنا عندما أقرأ القرآن أشعر بنعاس خفيف، إلا أنني أقاومه.

كما أنني أعاني أيضا من ضغوطات نفسية، وجانب من الوسواس القهري.

ما تشخيصكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجنبك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فالذي أراه بصرف النظر عن التشخيص، لأن قضية التشخيص لا تعنيننا كثيرًا، المهم أن الذي فيك هو شيء غير طبيعي، والذي تعانين منه أمر غير تقليدي، وعلاجه في الرقية الشرعية، لذا فإني أنصحك - بارك الله فيك - أن تجتهدي في رقية نفسك بنفسك إن استطعت إلى ذلك سبيلاً.

أنا أرى بأنك قد حاولت ونجحت إلى حد ما، ولكن هذا ليس بكافٍ ما دامت الحالة لم تشفى ولم تبرأ، فمعنى ذلك أنك في حاجة إلى مساعدة خارجية، فإذا كان هناك أحد أفراد أسرتك ممن يستطيع مساعدتك، فهذا حسن، وأستر، وأفضل، وإن لم يكن، فلا مانع من الاستعانة ببعض الرقاة الشرعيين الثقات الذين يعالجون بطريقة صحيحة، وهم كثر في المملكة.

أعتقد أن المسألة ستكون سهلة - بإذن الله تعالى – وقد لا تتطلب أكثر من جلستين، أو ثلاث جلسات، لتصبحي إنسانة طبيعية جدًّا، لأن هذه الأشياء التي ذكرتها في رسالتك تدل على أن هناك فعلاً اعتداء من عالم الجن عليك، وهذا الاعتداء قد يكون فعلاً نوعًا من المس، وقد يكون نوعًا من الحسد الذي دخل معه الجن إلى جسدك، لأن الجن يدخل الجسم مع الحسد أيضًا، وقد يكون من العشق، بمعنى أن يكون هناك جنيًا عاشقًا يريد أن يعكر عليك صفوك، إلى غير ذلك من الأمور التي غالبًا لا تخرج عن هذه الفرضيات.

لذا فإني أرى - بارك الله فيك - أن تستعيني بعد الله تعالى بمن يقوم برقيتك رقية شرعية في القريب العاجل، حتى تتخلصي من هذه المسائل كلها.

أما بالنسبة لجانب الوسواس القهري: فأنا لا أدري كيف شخصتِ حالتك بأنها وسواس قهري، وقد يكون وسواس شيطاني، علاجه - إن شاء الله تعالى – بالرقية الشرعية، فالرقية الشرعية - بإذن الله تعالى – تكون سببًا في تخليصك من هذه الأشياء التي ذكرتها، - وبإذن الله تعالى - تكون سببًا في تخلصك من هذا الوسواس، وتكونين في وضع طيب - بإذن الله تعالى – وعليك بعد ذلك بالتحصينات.

أنصحك بأن تعرضي نفسك على راقٍ من الرقاة الثقات، وأن تحافظي على الصلاة في أوقاتها، وأن تحافظي على أذكار الصباح والمساء، وأن تجتهدي بأن تكوني على طهارة دائمًا، وأن تُكثري من قراءة آية الكرسي، حتى تنتهي - إن شاء الله تعالى – من هذه النوبات، أو حتى يمنّ الله عليك بمعالج ثقة يستطيع - بإذن الله تعالى – أن يساعدك في التخلص من هذه الأعراض المؤلمة التي فعلاً مما لا شك فيه تترك آثارها عليك، وتجعلك في وضع غير طبيعي.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً