الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يعاني من الصرع، ما هو العلاج لذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي طفل، عندما كان عمره 11 عاماً وجدته مغمى عليه على الأرض! وهو كان يلعب على الكمبيوتر، ولم أعرف ماذا حصل له بالضبط؟ّ مع أنه ليس من مدمني الألعاب الالكترونية.

بعد شهرين وبينما كان يحاول أن ينام حصلت له نوبة من التشنج والاختلاج، ولكنها لم تتجاوز الدقيقة، أخذته عند طبيب وعمل له (تخطيط)، قال لي إن التخطيط طبيعي، وأعطاه (تيغريتول 200) حبة واحدة يوميا مساءً وظل يأخذ الدواء سنة كاملة بدون أي نوبة بعد سنة أوقفت الدواء.

حصلت له نوبة أقل حدة من النوبة السابقة أيضاً أثناء النوم، فعاودت له الدواء مرة أخرى، حبة واحدة يومياً، ثم أنقصناه نصف حبة، ثم ربع حبة لسحب الدواء تدريجيا على مدى سنة، وبعد أن أوقفت الدواء بعد هذه السنة بشهر تقريبا جاءته نوبة، ولكن هذه المرة كانت بالنهار، وكان يمشي وفجأة سقط، ولكن أيضا النوبة قصيرة وخفيفة لم تتجاوز ال40 ثانية.

علماً أني لم ألاحظ عليه اختلاجاً قوياً مثل المرات السابقة، ولاحظت هذه المرة أنه عندما سقط على الأرض فجأة أن فمه كان منحرفاً إلى طرف أكثر من طرف كالمشلول!

سؤالي: ما نوع هذا الصرع؟ هل هذا صرع رولاند؟ وهل سيشفى عند البلوغ؟ وما هي جرعة الدواء المطلوبة؟ علما أنه على نصف الحبة أمضى أكثر من 7 أشهر بدون أي نوبة، والطفل نشيط وذكي، ومتفوق بدراسته.

ملاحظة: خالة الطفل كانت مصابة بالصرع عندما كانت بنفس العمر، وشفيت تماماً -الحمد لله- بعد البلوغ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Samer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح جدًّا أن النوبات الثلاث التي حدثت لهذا الطفل – حفظه الله – هي نوبات صرعية، وأنا أميل أكثر أنها نوع من الصرع العام، أي الذي يشمل كل خلايا الدماغ، ولا أعتقد أنه نوع من الصرع الذي يسمى (رولاند).

استجابة الطفل للتجراتول تدل أن نوع الصرع الذي يعاني منه صرع خفيف، نصيحتي هي أولاً: تثبيت المفاهيم العلمية للتعامل مع الصرع، وهو أن الصرع مرض يمكن علاجه، والضروري والمهم جدًّا هو الالتزام التام بالجرعة العلاجية، ومن الأهم كذلك ألا نستعجل في التوقف عن الأدوية.

مثلاً إذا كان الأمر بيدي فهذا الطفل لن أوقف عنه الأدوية مطلقًا قبل أن يُكمل ثلاث سنوات على العلاج دون أي نوبات، هذا هو الحد الأدنى المقبول.

الأمر الآخر: الجرعة الدوائية أيًّا كان الدواء – التجراتول، الدباكين، الكبرا، أو أي دواء يختاره الطبيب – من المهم والضروري جدًّا أن تكون الجرعة جرعة علمية وقائمة على الحساب الذي يتوصل إليه من خلال وزن الطفل - هذه مهمة – الجرعات في مرض الصرع يجب أن تُحسب على هذا النسق.

الجرعات أيضًا يجب أن نراعي وقت إعطائها، مثلاً التجراتول إعطاؤه كحبة واحدة في اليوم هذا ليس صحيحًا، وذلك لأن العمر النصفي للتجراتول قصير، وهذه إشكالية مع هذا الدواء، لذا من الضروري جدًّا وحتى نضمن أن مستوى الدواء جيد ومتكامل في الدم أن تكون الجرعة مرتين في اليوم، حتى ولو استعملنا التجراتول بطيء الإفراز أو طويل المدى، والذي يعرف باسم (سي آر).

إذن المبادئ العلاجية واضحة جدًّا، وأعتقد أنه باتباعك لما ذكرتُه لك سوف يستفيد هذا الطفل كثيرًا حفظه الله، ثم إن أفضل من يتابع طفلك هو طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب.

نصيحة مهمة جدًّا، وهي: أن الطفل يجب ألا نشعره بأي نوع من النقص، يجب أن يعيش حياة طبيعية، يجب أن يسعد بطفولته، ونلتزم التزامًا تامًا بالإرشادات الوالدية فيما يخص تربيته، هذا هو الذي يفيد الطفل ويطور مهاراته - إن شاء الله تعالى – ويجعله لا يعاني من أي وصمة اجتماعية في المستقبل.

بارك الله فيكَ، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً