الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعراضي تدل على أني مصابة بالوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مشكلتي بدأت بالتدريج، وهي كأنني أضع الأضواء على شخص معين، وتكون كل حواسي وتفكيري معه، وتصيبني حركاته بتوتر شديد، حتى أقوم من المكان الذي هو فيه، وإذا قمت لا تنتهي معاناتي، بل تبدأ معاناة أخرى، وأبدأ بسؤال نفسي، لم فعل هذه الحركة؟ ولم وضع يده هكذا؟ حتى تأتيني رغبة في البكاء، أو توبيخ الشخص.

ومشكلتي أيضا: أنني حتى لو جلست في مكان لا أكون أراهم فيه، فإن كل تركيزي يكون معهم، فأسمع أصواتهم، وأقول في داخلي لقد وضع يده هكذا، وأيضا إذا جلست تجدني أنزل رأسي حتى لا أرى حركاتهم، ولا أستطيع أن أجلس بجانبهم، وأحاول أن أجلس في مكان لا أراهم فيه.

والمشكلة الأكبر: أن ذلك لا يحدث معي إلا مع أخي وأختي، أي أن المعاناة تتكرر كل يوم!

أصبحت لا أرغب في الخروج من المنزل، لأنني سأكون معهم، ولن أستطيع الهروب منهم، وأصبحت نادرا ما أتجاذب أطراف الحديث معهم، ﻷنني لا أستطيع أن أتحمل حركاتهم.

ولقد قمت باستشارة طبيب في تويتر، وقال: يبدو لي أن هذا وسواس، ولقد حاولت كثيرا أن أذهب إلى طبيب مختص، ولكني للأسف لم أستطع، ولقد بحثت في الإنترنت عن علاج الوسواس، فوجدت الكثير يمتدح السيروكسات أو الزيروكسات، لا أعرف اسمها تماما، فما رأيك يا دكتور؟؟

هل أستطيع أن أصرف لنفسي الدواء نظرا لأنني لا أستطيع الذهاب لطبيب مختص، ولا أرغب أن أعيش بقية حياتي هكذا؟

وبماذا تنصحني؟ وما هي الجرعة التي يجب علي تناولها؟ وهل سأستمر بالعلاج طويلا؟ ؛ أم أنك تظن بأني لا أحتاج للدواء؟

وجزاكم الله خير الجزاء، وأسكنكم فسيح جناته، وفرج عليكم في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنا أتفق مع الأخ الطبيب الذي ذكر لك أن الذي ينتابك يبدو بأنه حالة وسواسية، بالفعل هذا النمط من السلوك، والتهيؤات، والروابط التي ذكرتها – أي الروابط النفسية للحدث – تشير أن كل الذي تعانين منه هو حقيقة نوع من الوساوس القهرية، وأفضل شيء للتعامل مع الوساوس هو من خلال التحقير، أن يحقره الإنسان، وأن يرفضه تمامًا، أو أن يتجاهله، وأن يصرف انتباهه عنه من خلال ممارسة أخرى بنشاط آخر، أو تغيير حبل التفكير، فهذا سيؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، وتبدأ الوساوس في الضعف، وتنتهي تمامًا - إن شاء الله تعالى -.

لا تمتنعي عن الخروج مع إخوتك، فهذا فيه نوع من التثبيت للوساوس، بل اخرجي معهم، وقولي لنفسك: (إن كانت أتتني هذه الروابط الوسواسية في السابق، فليس من الضروري أن تأتيني هذه المرة)، وهذا مهم جدًّا، هنا تكونين قد خففت وطأة وفعالية الروابط الوسواسية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن عقار بروزاك هو الأفضل والأسلم لمثل هذه الحالات، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة – أي عشرين مليجرامًا – يتم تناولها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف من الدواء.

هنالك إشكالية بسيطة، وهي أن عمرك ليس واضحًا، ونحن لا ننصحك باستعمال البروزاك قبل سن العشرين، وإن أراد الإنسان أن يستعمله، يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر.

أود أن أنصحك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا لتخفيف حدة القلق، خاصة حين يكون مرتبطًا بالوساوس، حتى تتمكني من تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة جيدة: إسلام ويب لديها تحت رقم 2136015 ، فأرجو أن تقرئيها، وتطلعي على محتوياتها، وتحاولي تطبيقها بدقة، وسوف تجدين فيها نفعا كبيرا جدًّا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام وتواصلك مع هذا الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً